قالت عُمان إن إعادة تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية من شأنه تقويض الجهود السياسية الرامية لوقف الحرب في اليمن المستمرة منذ 7 أعوام.
وتمثل التصريحات العمانية بلسان وزير خارجيتها بدر البوسعيدي التي أطلقها خلال مقابلة مع موقع المونيتور الأمريكي، أمس الأول، أول موقف صريح للسلطنة التي اعتادت النأي بنفسها عن الصراعات في المنطقة.
وتستضيف عُمان التي تصفها واشنطن بالقناة الخلفية الممكن أن ترعى اتفاق سلام بين أطراف الحرب اليمنية، قيادات حوثية بارزة ووفد الجماعة التفاوضي للمشاورات السياسية.
وفي الأيام الماضية طالبت الرياض وأبوظبي ومعظم الدول العربية بتصنيف جماعة الحوثيين المدعومة من إيران ضمن قوائم الإرهاب العالمي، وذلك بعدما ألغى الرئيس الأمريكي جون بايدن ذلك عقب توليه منصبه العام الماضي خلفًا للرئيس السابق دونالد ترامب.
والسبت الماضي أقر اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب إعادة وصف الحوثيين بمنظمة إرهابية، لكن يبدو أن الموقف العماني مغايرًا لهذا التوجه.
وقال وزير الخارجية العماني إن الاستجابة للمطالب الخليجية والعربية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية سوف "يقوض الجهود السياسية الرامية لوقف الحرب".
وأكد البوسعيدي في تصريحات للموقع الأمريكي أن قرار واشنطن المرتقب الذي عاد التلويح به مجددًا الرئيس جو بايدن قبل أيام، سيؤدي إلى "تقويض الجهود السياسية لإحضار الحوثيين إلى طاولة مفاوضات السلام وإيجاد تسوية سياسية للأزمة والحرب المتواصلة في اليمن".
وقال "من مصلحة الجميع تركيز طاقتهم في إيجاد الحلول من خلال الحوار والمفاوضات في ظل بيئة من الهدوء، وربما بيئة لوقف اطلاق النار".
وقدَّم الوزير البوسعيدي وجهة نظر الدبلوماسية العمانية قائلا "إن هناك حاجة ماسة حقًا لرؤية وقف إطلاق نار كامل في اليمن، من شأنه أن يسمح لليمن، وجميع الأطراف في هذا الصراع، وكذلك جميع أصدقاء اليمن، البدء في مهمة إصلاح الضرر الإنساني الذي لا يحصى".
وأضاف في معرض حديثه ردًّا على سؤال إن "الحوثيين عنصر مهم في الحل بنهاية المطاف، ويجب أن يتم إشراكهم والاعتراف بهم كعنصر مهم مثل المكونات الأخرى في اليمن، لأننا نريدهم أن يكونوا جزءًا من الحل".
وتوضيحًا لوجهة النظر العمانية إزاء القضية اليمنية، قال إنه "من الخطأ مجرد التركيز على الأعراض والتأثيرات، نريد معالجة الأسباب ولا يمكن القيام بذلك إلا من خلال إشراك جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيون، لأن لهم دورًا مهمًّا للتوصل لحل هذا الصراع، الذي استهلك بالفعل الكثير من الموارد واستنزف الكثير من الأرواح".
اضاف:"ربما لا يكون عزل أي طرف أو تصنيفه ضمن هذه الفئة مفيدًا ولن يحقق ما نريده جميعًا أن نراه، وهو إنهاء هذا الصراع".
وقال الوزير العماني أن اليمن يعاني من "أزمة معقدة للغاية، لكن خلاصة القول إن هذه المشكلة يمنية، وتحتاج في نهاية المطاف إلى حل يمني".
واستطرد "دورنا هو المساعدة في تسهيل ذلك، والمساعدة في حدوث ذلك. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لسوء الحظ وأخذ الكثير من الموارد والأرواح طوال هذه السنوات السبع أو الثمان".
وفيما يتعلق بالتصعيد الحوثي الأخير قال الوزير العماني "كما رأينا في الأيام الأخيرة، كان مقلقًا للغاية، قمنا بإدانته وعُمان تقف بقوة إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومع جيراننا في الدعوة إلى وقف تصعيد هذه التطورات الأخيرة".
وأضاف "كانت الهجمات على المدنيين والأهداف غير العسكرية سمة ثابتة ومقلقة لهذا الصراع، ونحثّ جميع الأطراف على ضبط النفس، والعودة إلى التهدئة واستكشاف سبل الحوار والمفاوضات، لذا يمكننا أن نتحد جميعًا لوضع حدٍّ لهذه الحرب".