اعربت المفوضية السامية للامم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المستمر للاعمال القتالية، بما في ذلك الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية على العاصمة صنعاء امس الاثنين.
واوردت المفوضية في بيان منسوب لمتحدثتها رافينا شامداني، الحصيلة الاولية لقتلى الهجمات التي كانت عند خمسة مدنيين قبل ارتفاعها لاحقا الى 15 شخصا.
وقالت ان المعلومات الأولية لديها تشير الى ان "القتلى هم خمسة أفراد من عائلة واحدة بينهم امرأتان وطفل، عندما قصف منزل في حي معين بالمدينة حوالي الساعة 21.25. ووردت أنباء عن إصابة امرأتين وطفل بجروح".
جاءت الضربات الجوية الأخيرة في أعقاب هجمات صاروخية وطائرات مسيرة تبنتها جماعة الحوثيين على دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريكة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وأفادت الأنباء أن الهجمات على مطار أبو ظبي الدولي ومنطقة صناعية قريبة خلفت ثلاثة قتلى من المدنيين.
واشار البيان الاممي الى ان عام 2022 شهد احتداما للصراع اليمني بالفعل، حيث بدأ العام بهجوم مضاد كبير من قبل القوات الحكومية ضد جماعة الحوثي في محافظة شبوة، مع اندفاع القتال الآن إلى محافظتي مأرب والبيضاء.
في الأيام الأخيرة، كانت هناك عشرات الغارات الجوية والضربات المدفعية التي شنتها الأطراف مع القليل من الاهتمام على ما يبدو بالمدنيين، وفق البيان.
ولاحظت المفوضية ان القتال دمر الأعيان المدنية والبنية التحتية الحيوية بما في ذلك أبراج الاتصالات وخزانات المياه، وكذلك المستشفيات في صنعاء وتعز.
و مع تحول خطوط المواجهة بسرعة في مناطق واسعة يتعرض المدنيون أيضًا لخطر الألغام الأرضية المستمر.
وقالت ان من بين الهجمات الأخيرة في الفترة ما بين 9 إلى 11 يناير، تم تدمير ثلاثة أبراج للاتصالات من خلال غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية في محافظة صعدة.
و في 11 يناير، دمرت غارات التحالف خزانًا رئيسيًا للمياه في مديرية صحار بمحافظة صعدة، ما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه عن اكثر من 130 ألف شخص.
في 13 يناير / كانون الثاني، أصابت الغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية أربعة مدنيين وألحقت أضرارًا جزئية بقسم الطوارئ والمرضى الداخليين بمستشفى في منطقة السواد بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، وتحدثت الأنباء أن هذه الغارات الجوية استهدفت معسكرا للجيش يقع بالقرب من المستشفى.
وذكر البيان ان هذا المستشفى كان في 1 يوليو / تموز 2020 هدفا لغارات جوية دمرت مستودع الإمدادات الطبية وألحقت أضرارًا بالغة بالمبنى.
في 15 يناير، أصاب صاروخان أطلقته جماعة الحوثيين المتمركزة شمال مدينة تعز مستشفى الثورة العام بمدينة تعز وألحق أضرارًا به.
وبحسب ما ورد سقطت ثلاثة صواريخ أخرى على حي مجاور للمستشفى، مما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين.
تشير الأرقام التي جمعها مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أنه حتى الآن في يناير/كانون الثاني كان هناك 839 غارة جوية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، مقارنة بـ 1074 غارة لشهر ديسمبر بأكمله.
في المقابل كان هناك حوالى 16 غارة بطائرات دون طيار و 12 صاروخًا باليستيًا وثلاثة مقذوفات أخرى أطلقها قوات الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية في ديسمبر.
حتى الآن في يناير / كانون الثاني، تشير التقارير إلى 10 ضربات بطائرات دون طيار تجاه المملكة العربية السعودية.
ووسط هذا التصعيد، دعت المفوضية جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين والأعيان المدنية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وقالت:"يجب أن يحترم أي هجوم، بما في ذلك الضربات الجوية، مبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات اللازمة، وعلى وجه الخصوص يجب على أطراف النزاع اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للتحقق من أن الأهداف هي بالفعل أهداف عسكرية وتعليق الهجوم إذا اتضح أن الهدف ليس هدفًا عسكريًا أو أن الهجوم سيكون غير متناسب". اضافت:"قد يرقى عدم احترام مبدأي التمييز والتناسب إلى جرائم حرب".
كما جددت دعوة جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد. "اذ تبين مرارًا وتكرارًا، انه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن".