اسوشيتد برس: الهجوم على الامارات جاء بعد أيام من تهديد جماعات عراقية مدعومة من إيران بضرب أبوظبي
يمن فيوتشر - أسوشيتد برس-آيا بطراوي- ترجمة غير رسمية* الإثنين, 17 يناير, 2022 - 05:57 مساءً
اسوشيتد برس: الهجوم على الامارات جاء بعد أيام من تهديد جماعات عراقية مدعومة من إيران بضرب أبوظبي

[ صورة جوية لمطار ابوظبي-اسوشيتد برس ]

قالت الشرطة إن هجومًا يشتبه انه بطائرات مسيرة شنه المتمردون الحوثيون في اليمن استهدف منشأة نفطية رئيسية في أبو ظبي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأدى ايضا إلى اندلاع حريق منفصل في مطار أبوظبي الدولي يوم الاثنين.
وقالت الشرطة في الإمارات العربية المتحدة إن القتلى هنديان وباكستاني، كما اصيب 6 اخرون لم تحدد هويتم، بجروح طفيفة إلى متوسطة في منطقة صناعية حيث تدير شركة الطاقة المملوكة للدولة في أبوظبي شبكة خطوط أنابيب ومنشأة لتخزين ناقلات النفط.
واشتعلت النيران في ثلاث ناقلات نقل في المنشأة، بينما اندلع حريق آخر في امتداد لمطار أبوظبي الدولي.
 وقالت الشرطة إنه أثناء التحقيق، أشارت النتائج الأولية إلى وجود أجسام طائرة صغيرة ربما تخص طائرات مسيرة سقطت في المنطقتين وربما تسببت بالانفجار والحريق.  
وقالوا إنه لم تقع أضرار كبيرة جراء الحوادث دون تقديم مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك زعم المتمردون الحوثيون في اليمن أنهم يقفون وراء هجوم استهدف الإمارات يوم الاثنين دون الخوض في تفاصيل على الفور.  وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن عدة هجمات في فترات سابقة نفى مسؤولون إماراتيون فيما بعد وقوعها.
وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تستعر فيه الحرب اليمنية المستمرة منذ سنوات، وبعد ايام من استيلاء الحوثيين على سفينة ترفع العلم الإماراتي.  
على الرغم من أن الإمارات سحبت قواتها إلى حد كبير من الصراع الذي مزق أفقر دولة في العالم العربي إلا أنها لا تزال منخرطة بنشاط في اليمن وتدعم الميليشيات المحلية هناك التي تقاتل الحوثيين.
وتخوض الإمارات حربًا في اليمن منذ أوائل عام 2015، بوصفها عضوًا رئيسيًا في التحالف الذي تقوده السعودية الذي يشن هجمات ضد الحوثيين بعد أن اجتاحت الحركة العاصمة اليمنية وأطاحت بالحكومة المدعومة دوليًا.
 وتعرض الحوثيون لضغوط في الأسابيع الأخيرة ويتكبدون خسائر فادحة حيث نجحت القوات اليمنية المتحالفة والمدعومة من الإمارات بصد المتمردين في المحافظات الرئيسية الشرقية والوسطى، مما أدى إلى تبديد جهود الحوثيين لاستكمال سيطرتهم على كامل النصف الشمالي من اليمن.
واستعادت القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية السيطرة على محافظة شبوة الجنوبية بأكملها من الحوثيين في وقت سابق من هذا الشهر وحققت تقدمًا في محافظة مأرب المجاورة.
كانت هذه القوات مسنودة بكتائب العمالقة المدعومة من الإمارات وتلقت مساعدة من الضربات الجوية السعودية.
ووصفت الشرطة حريق مطار أبو ظبي بأنه "طفيف" ووقع في امتداد المطار الدولي الذي لا يزال قيد الإنشاء.  
على مدى سنوات كانت الاتحاد للطيران تبني مقر المطار الجديد لكن لم يتضح ما إذا كان هذا هو المكان الذي وقع فيه الحريق.
وقالت الاتحاد للطيران إن "الإجراءات الاحترازية أدت إلى تعطل قصير لعدد صغير من الرحلات" وعادت عمليات المطار إلى طبيعتها.  ولم ترد مطارات أبوظبي على الفور على طلب للتعليق.
وضرب الانفجار الآخر ثلاث ناقلات بترول بالقرب من مجمع لشركة بترول أبوظبي الوطنية في منطقة المصفح الصناعية.  
وتصفه الشركة بأنه خط أنابيب ومرفق محطة يقع على بعد حوالي 22 كيلومترًا (13 ميلاً) من وسط مدينة أبوظبي، حيث يزود 36 خزانًا أيضًا شاحنات نقل تحمل الوقود.  
كما تبعد مسافة قصيرة عن قاعدة الظفرة الجوية، وهي منشأة عسكرية تستضيف القوات الأمريكية والفرنسية.
يقع موقع منشأة أدنوك حيث اشتعلت النيران في الناقلات على بعد حوالي 1800 كيلومتر (1100 ميل) شمال شرق صعدة معقل الحوثيين في اليمن.
بينما قتل عديد الافراد من القوات الإماراتية في حرب اليمن، لم يؤثر الصراع حتى الآن بشكل مباشر على الحياة اليومية في الإمارات العربية المتحدة الأوسع، وهي دولة بها قوة عاملة أجنبية ضخمة، و تضم مدينة دبي الساحرة.
يأتي الحادث في الوقت الذي يزور فيه الامارات رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن .  
وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يوم الأحد، ورد أن البلدين توصلا إلى اتفاق مبدئي قيمته حوالي 3.5 مليار دولار لبيع صواريخ أرض جو كورية جنوبية متوسطة المدى إلى الإمارات العربية المتحدة.
في حدث حضره رئيس كوريا الجنوبية في وقت سابق من اليوم، رفض وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي التعليق على الانفجار في منشأة أدنوك، قائلاً فقط إن الشرطة ستقدم تحديثات بشأن تحقيقها.
و استخدم الحوثيون طائرات مسيرة محملة بالقنابل لشن هجمات عشوائية وغير دقيقة تستهدف السعودية والإمارات على مدار الحرب المستمرة منذ ست سنوات.  كما أطلقت الجماعة صواريخ على مطارات ومنشآت نفطية وخطوط أنابيب سعودية، واستخدمت قوارب مفخخة لشن هجمات على طرق ملاحية رئيسية.
على الرغم من سقوط قتلى مدنيين في المملكة العربية السعودية جراء بعض هذه الهجمات، إلا أن العدد الهائل من القتلى المدنيين في النزاع كان في اليمن. حيث تسببت الحرب في مقتل اكثر من 130 ألف شخص في اليمن - مدنيين ومقاتلين - وفاقمت الجوع والمجاعة في جميع أنحاء البلد الفقير.
وأشار توربيورن سولتفيدت المحلل في شركة استخبارات المخاطر Verisk Maplecroft إلى أنه في حين أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على الإمارات هددت الميليشيات العراقية أيضًا الإماراتيين بشن هجمات.
وقال "هجوم اليوم يأتي بعد أيام فقط من تهديد الجماعات المدعومة من إيران بضرب أبو ظبي ردا على التدخل الإماراتي المزعوم في السياسة العراقية".
وقال إن الهجوم يسلط الضوء على التهديد الصاروخي والطائرات المسيرة الذي تواجهه الإمارات ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين في المنطقة.  وقال إنه ما لم تتوصل دول الخليج العربية إلى حل لنزع فتيل التوترات الإقليمية، فإنها ستظل عرضة للهجمات.

 

*ساهم في هذا التقرير الكاتبان من وكالة أسوشيتد برس، إيزابيل ديبري وجون جامبريل من دبي وسامي مجدي من القاهرة.


التعليقات