قال مسؤولون كبار في الامم المتحدة، ان العمل العسكري المتصاعد في اليمن، ادى إلى نزوح أكثر من 15000 شخص الشهر الماضي، وقتل أو جرح نحو 350 مدنياً في ديسمبر، وترك أفقر دولة في العالم العربي تواجه الجوع المتزايد والانهيار الاقتصادي مع عدم وجود حل سياسي في الأفق.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج لمجلس الأمن الدولي إنه في السنة السابعة من الصراع يبدو أن الأطراف المتحاربة تسعى لتحقيق نصر عسكري.
لكنه قال: "لا يوجد حل دائم طويل الأمد يمكن إيجاده في ساحة المعركة" ويجب على كلا الجانبين التحدث حتى لو لم يكنا مستعدين لإلقاء أسلحتهما.
بدأت الحرب الأهلية في اليمن عام 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمالي البلاد، ما أجبر الحكومة على الفرار إلى الجنوب ثم إلى السعودية.
و دخل تحالف تقوده السعودية، بدعم من الولايات المتحدة في ذلك الوقت، الحرب بعد أشهر سعياً لإعادة الحكومة إلى السلطة.
منذ ذلك الحين، أصبح الصراع حربًا إقليمية بالوكالة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين.
كما تسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تركت الملايين يعانون من نقص الغذاء والرعاية الطبية ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة.
وقال جروندبيرج للمجلس: "يبدو أننا ندخل مرة أخرى في دورة تصعيدية لها تداعيات مدمرة يمكن التنبؤ بها على المدنيين، والآفاق الفورية للسلام".
ولفت إلى أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران يضغطون في هجومهم على مدينة مأرب الرئيسية، آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، وهناك قتال متجدد في محافظة شبوة الجنوبية حيث استعادت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ثلاث مناطق من أيدي الحوثيين.
وفي أماكن أخرى ازدادت الغارات الجوية ليس فقط على الخطوط الأمامية ولكن أيضًا في صنعاء، بما في ذلك المناطق السكنية، وفي مدينة تعز على حد قوله، بينما يستمر القتال في جنوب الحديدة حيث يقع الميناء الرئيسي للبلاد، كما ازدادت الهجمات على المملكة العربية السعودية المجاورة.
وأعرب جروندبرج عن قلقه من اشتداد المعارك على جبهات أخرى مشيرا إلى مصادرة الحوثيين مؤخرا لسفينة ترفع علم الإمارات.
كما اعرب عن قلقه ازاء الاتهامات بعسكرة موانىء الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وتمثل شريان الحياة لتوصيل المساعدات والغذاء والوقود إلى البلاد.
وقال راميش راجاسينجهام، نائب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن القتال العنيف مستمر على طول عشرات الخطوط الأمامية، وفي ديسمبر / كانون الأول، قُتل أو أصيب 358 مدنياً، "وهو رقم مقيد بأعلى مستوى منذ ثلاث سنوات".
وقال إن وكالات الإغاثة ساعدت 11 مليون يمني كل شهر عام 2021، لكن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة اضطر إلى قطع المساعدات الغذائية عن ثمانية ملايين شخص بسبب نقص التمويل.
وقال إن البرامج الأخرى التي توفر المياه وحماية المدنيين وخدمات الصحة الإنجابية اضطرت إلى تقليصها أو إغلاقها في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص التمويل.
وقال ان نداء الأمم المتحدة العام الماضي بحشد حوالى 3.9 مليار دولار لمساعدة 16 مليون شخص تم تمويله بنسبة 58٪ فقط، وهو أدنى مستوى منذ 2015.
وقال راجاسينغهام إن الأمم المتحدة تتوقع أن تحتاج عملية المساعدة هذا العام إلى نفس القدر من المال، وحث المانحين على مواصلة دعمهم هذا العام وزيادته إن أمكن.
كما دعا راجاينجهام الحوثيين بشكل خاص إلى تحسين وصول العاملين في المجال الإنساني ووقف محاولات التدخل في عملهم.
وقال إنه على الرغم من تأكيدات الحوثيين، إلا أنهم لم يسمحوا حتى الآن بالوصول إلى اثنين من موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في صنعاء منذ نوفمبر / تشرين الثاني.
في حين أن المساعدات الإنسانية ضرورية شدد راجاسنغهام على أن أكبر دوافع لاحتياجات الناس هي الانهيار الاقتصادي الذي تسارعه النزاعات.
وقال إن الاحتياجات الإنسانية يمكن تقليصها من خلال استئناف ضخ النقد الأجنبي عبر البنك المركزي وكذلك اتخاذ قرارات سياسية لرفع القيود على الواردات واستخدام عائداتها لدفع تكاليف الخدمات الأساسية التي تقدمها المؤسسات العامة.