نيويورك: الامم المتحدة تقدم ادلة تفصيلية حول الدعم الايراني للحوثيين في اليمن
يمن فيوتشر - وول ستريت جورنال: السبت, 08 يناير, 2022 - 09:37 مساءً
نيويورك: الامم المتحدة تقدم ادلة تفصيلية حول الدعم الايراني للحوثيين في اليمن

ذكر تقرير للأمم المتحدة أن ميناء للبحرية الإيرانية يظهر كمفتاح لتهريب الأسلحة المزعوم إلى اليمن، حيث من المحتمل أن تكون آلاف الأسلحة التي استولت عليها الولايات المتحدة على طول طرق الإمداد للحوثيين اليمنيين مصدرها مدينة جاسك في جنوب شرق إيران، وفقًا لمسودة تقرير.
ووجد التقرير دلائل على احتمال أن يكون الميناء هو مصدر الآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة.
واكدت مسودة التقرير التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن إن القوارب الخشبية الصغيرة ووسائل النقل البري، استخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران على طول الطرق المؤدية إلى اليمن والتي حاول الجيش الأمريكي منذ سنوات إغلاقها.
وقال تقرير الأمم المتحدة، نقلا عن مقابلات مع أطقم القوارب اليمنية وبيانات من أدوات ملاحية تم العثور عليها على متنها، إن القوارب غادرت من ميناء جاسك الإيراني على بحر عمان.
 و دعمت إيران علانية الحوثيين في صراعهم في اليمن، وخارجها ضد أهداف في المملكة العربية السعودية والبحر الأحمر لكنها نفت منذ فترة طويلة تزويد الجماعة بالأسلحة.
و أبلغت إيران لجنة الأمم المتحدة أن أسلحتها لم يتم بيعها أو نقلها أو تصديرها إلى اليمن.  وقال متحدث باسم بعثة إيران في الأمم المتحدة إنه لا يمكنه التعليق على الفور.
و جاسك، التي كانت ذات يوم ميناءً غامضًا، يصدر الفواكه والخضروات إلى عُمان، مدينة ساحلية صغيرة في جنوب شرق إيران، و نمت أهميتها الاستراتيجية في العقد الماضي.  
في عام 2008 بدأت في استضافة قاعدة بحرية وافتتحت هناك محطة لتصدير النفط العام الماضي.
و قال مسؤولون أمريكيون إن جاسك استُخدمت كنقطة انطلاق للحرس الثوري الإيراني لبعض الوقت لكن تقرير الأمم المتحدة يقدم أول دليل تفصيلي حول شحنات أسلحة محددة مرتبطة بالميناء.
 وقال التقرير، إن استمرار قدرة الحوثيين في اليمن على الحصول على أسلحة مهربة ساعد في منح الجماعة اليد العليا في حرب أهلية استمرت سبع سنوات على الرغم من تدخل السعودية والتحالف العربي الذي استخدم القوة الجوية لقصف مواقع المتمردين.  
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء وميناءها الرئيسي الحديدة ويطوقون مدينة مأرب الغنية بالنفط.
 تقدم النتائج التي توصلت إليها لجنة الأمم المتحدة وهي جزء من تقرير عقوبات أوسع على اليمن استعرضته صحيفة وول ستريت جورنال، نظرة تفصيلية نادرة لدعم إيران المزعوم للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.  
تلوح القضية في أفق محادثات فيينا لإحياء اتفاق دولي للحد من برنامج طهران النووي، حيث دعت إسرائيل وبعض دول الخليج العربي إلى مزيد من القيود على دعم إيران للميليشيات.
و حاول الجيش الأمريكي منذ سنوات وبدرجات متفاوتة من النجاح، خنق تدفق الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين.  
ويعد تسليم الأسلحة إلى الحوثيين هو انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الجماعة المتمردة منذ عام 2015.
 و فحصت لجنة الأمم المتحدة عن كثب شحنتين صادرتهما البحرية الأمريكية عام 2021 وواحدة من قبل المملكة العربية السعودية في عام 2020، وقال التقرير إنه من المحتمل أن يكون مصدرها جاسك.
وذكر التقرير أن البحرية الأمريكية اعترضت سفينة خشبية صغيرة تعرف كمركب شراعي في بحر العرب في مايو 2021 بعد مغادرتها جاسك.  
وقال التقرير إن القارب احتوى على 2556 بندقية هجومية و 292 رشاشًا للأغراض العامة وبنادق قنص صنعت في الصين عام 2017، بالإضافة إلى 164 رشاشًا و 194 قاذفة صواريخ تتفق مع تلك المصنعة في إيران.
 حملت السفينة أيضًا مناظر تلسكوبية مصنوعة في بيلاروسيا. وأبلغت مينسك الأمم المتحدة أن المعدات تم تسليمها إلى القوات المسلحة الإيرانية بين عامي 2016 و 2018.
ولم ترد بعثة بيلاروسيا في الأمم المتحدة على طلب للتعليق.  أما الأسلحة الأخرى التي تم الاستيلاء عليها فقد جاءت في البداية من روسيا وبلغاريا.
 وذكر التقرير أن "مزيج الأسلحة يشير إلى نمط شائع للإمداد، على الأرجح من المخزونات الحكومية، يتضمن قوارب شراعية في بحر العرب تنقل الأسلحة إلى اليمن والصومال".  
وأضافت أن مشاهد الأسلحة الحرارية التي تم ضبطها في يونيو 2021 عند معبر بين عمان واليمن تم تصنيعها أيضًا من خلال شراكة إيرانية صينية.
 و قالت لجنة الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تحديد من هو المقصود بالأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، لكن موقع عمليات الاستيلاء - التي تشمل أيضًا خليج عدن والمياه الباكستانية والصومالية - وصفتها الولايات المتحدة سابقًا على أنها طرق عبور للشحنات الإيرانية للحوثيين.
و ذكر تقرير الأمم المتحدة أنه في فبراير 2021 احتجزت الولايات المتحدة قاربًا خشبيًا محملاً بالأسلحة، ويديره طاقم يمني، بينما كانت على وشك نقل شحنتها إلى سفينة صغيرة أخرى بالقرب من الصومال.  
وقال التقرير إن السفينة كانت تحمل 3752 بندقية هجومية من المحتمل أن تكون من إيران بناءً على خصائصها التقنية، إلى جانب مئات الأسلحة الأخرى مثل الرشاشات وقاذفات الصواريخ.
و في الشهر الماضي، قالت البحرية الأمريكية إنها صادرت 8700 قطعة سلاح بما في ذلك 1400 بندقية هجومية من طراز AK-47 و 226600 طلقة ذخيرة تمت مصادرتها من قارب صيد على متنه خمسة يمنيين من أفراد الطاقم قالت أمريكا إنها جاءت من إيران.
 وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصادرة ديسمبر كانت "مثالاً آخر على مدى تأثير النشاط الإيراني الخبيث في إطالة أمد الحرب في اليمن" حيث فشلت جهود الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا.  
وقال برايس إن الأسلحة المهربة كانت تساعد الحوثيين في مساعيهم للاستيلاء على مأرب وهي مدينة يمنية استراتيجية قريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
و قال مسؤول أمريكي كبير: "لقد طورت إيران طرقًا متعددة لإيصال أسلحة إلى اليمن ولم تتوقف أبدًا".  في كل مرة نقوم فيها ببعض عمليات الاستيلاء الجديدة، تجد إيران طريقة جديدة لنقل الأسلحة.


التعليقات