قال السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، إن التصعيد الحوثي، لا سيَّما في الحديدة، وتعز، ومأرب، والاعتداءات المتزايدة التي تستهدف المملكة العربية السعودية تُعد سلوكًا غير مقبول، وتهدد بمفاقمة معاناة اليمنيين، وتردي الأوضاع على الأصعدة كافة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي.
وشدد على أن الخطوة الأولى في هذه المرحلة نحو سبل الحل هي وقف الحوثيين للهجوم على مأرب وعدم استهداف المملكة، والاستعداد للدخول في محادثات جادة تفضي إلى تسوية سياسية.
وأضاف في تصريح لصحيفة “البلاد”،أن وضع حد لهجوم الحوثيين يخدم مصلحة الشعب اليمني واستقرار المنطقة، كما يحتاج اليمنيون إلى الوحدة داخل الحكومة الشرعية، لتكون في وضع يمكنها من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتقوية مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات اللازمة.
واشار إلى التنسيق السعودي البريطاني في جهود حل الأزمة اليمنية، ودعم جهود وتحركات المبعوث الأممي في هذا الاتجاه.
•جهود الحل السياسي
وفيما يخص التفاعل الدولي مع عملية السلام في اليمن، لفت السفير البريطاني لدى اليمن الانتباه إلى توافق موقف المجتمع الدولي بشأن أهمية وقف الحرب في اليمن، مؤكدًا أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن – الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – لها نفس الآراء في العديد من جوانب الملف اليمني، وأهمها دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحراز تقدم نحو السلام ، ورسم طريق للمضي قدمًا من أجل السلام في اليمن، آملا في أن تفضي جهوده -بدعم دولي- لإتاحة الفرصة للأطراف اليمنية للتوصل إلى تسوية سياسية.
وقال إن بلاده تعمل بشكل وثيق مع السعودية على الصعيد الثنائي وكجزء من الرباعية (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة)، لافتا إلى المصلحة المشتركة في تحقيق الاستقرار في اليمن والمنطقة ومعالجة التحديات الاقتصادية، والأزمة الإنسانية، ودعم الحكومة الشرعية بمكوناتها في اليمن.
وثمن السفير البريطاني جهود المملكة في اتفاق الرياض، وأكَّد دعم بلاده الكامل لتنفيذه.
وتابع: “من الواضح أن المملكة العربية السعودية تدرك أهمية الوحدة للحكومة الشرعية في اليمن كما تدركه كذلك المملكة المتحدة، وسنواصل التنسيق مع السعودية للعمل بشكل وثيق لدعم الحل السياسي بين الأطراف اليمنية وتدابير الاستقرار الاقتصادي لليمن".
وعن توقُّعاته بشأن الموقف الحوثي من مبادرة السلام، أكَّد السفير أوبنهايم أن هجوم الحوثيين المستمر يجعل فرص الحوار وإحراز تقدم حقيقي في مبادرة سلام صعبة للغاية في المدى القريب، مرجِّحًا أن الحوثيين سيتقبلون في نهاية المطاف التسوية السلمية الشاملة باعتبارها تصب في مصلحة جميع اليمنيين.
واستطرد: لا أعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك أو ما هي الخطوات الدقيقة التي تتطلبها، لكن المملكة المتحدة ستواصل العمل عن كثب مع المجتمع الدولي لدفع الحوثيين على وقف الهجمات والمشاركة في جهود مبادرة السلام.
