أعلنت السعودية امس الإثنين أنّ دفاعاتها الجوية اعترضت صاروخين بالستيين أطلقهما المتمردون الحوثيون من اليمن باتجاه الرياض، في هجوم هو الأول من نوعه الذي يستهدف العاصمة منذ أشهر وردّ عليه التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن بشنّ غارات جوية على أهداف في صنعاء ومحيطها.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
ونقلت قناة الإخبارية الحكومية مساء الإثنين عن التحالف العسكري قوله إنّ "الدفاع الجوي السعودي اعترض ودمّر صاروخين بالستيين أطلقا باتجاه الرياض".
بدورها نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد الركن تركي المالكي قوله إنّ "عملية الاعتراض تسبّبت في تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية دون وقوع أي أضرار".
وإذ شدّد المتحدّث على أنّ "هذا السلوك الهمجي واللامسؤول من قبل الميليشيا الحوثية بمحاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمّدة يتنافى مع القيم السماوية والمبادئ الإنسانية وينتهك القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية"، أكّد أنّ "وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية لحماية أراضيها ومقدّراتها الوطنية وحماية المدنيين والأعيان المدنية، ووقف مثل هذه الأعمال العدائية والعابرة للحدود".
وفجر الثلاثاء أعلن التحالف في بيان أوردته سانا أنّه نفّذ في صنعاء ومحيطها غارات جوية "استجابة للتهديد والسلوك العدائي لمحاولات استهداف المدنيين"، مشيراً إلى أنّ طائراته نفّذت "قصفاً دقيقاً لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء".
وأوضح البيان أنّ "الأهداف شملت مخازن وورشاً لتجميع الصواريخ الباليستية والمسيّرات".
وأضاف التحالف "لقد دمّرنا مواقع مرتبطة بالصواريخ الباليستية والمسيّرات داخل صنعاء" و"دمّرنا كهوفاً جبلية ومخازن سريّة للصواريخ الباليستية على أطراف صنعاء".
كما نشر التحالف لقطات فيديو "لاعتراض وتدمير طائرتين مسيّرتين" أطلقهما الحوثيون باتجاه المملكة مساء الإثنين.
ولم يصدر في الحال أي تعليق من جانب المتمردين الحوثيين.
وصعّد الحوثيون أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية، لكنّ هجماتهم لم تصل إلى الرياض منذ شباط/فبراير الفائت.
وفي أيلول/سبتمبر الفائت تسبب هجوم بصاروخ بالستي بإصابة طفلين في الدمام في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.
يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك حول مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة في شمال البلاد التي تمزقها الحرب.
ويُعلن التحالف الذي يدعم الحكومة المعترف بها دوليا منذ 2015، عن غارات جوية لوقف تقدّم المتمرّدين يوميا منذ شهر، أدّت إلى مقتل نحو مئات المتمردين.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب. وصعّد الحوثيون في شباط/فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.