حذر وزير خارجية الحكومة اليمنية في المنفى يوم الأحد من أن سيطرة المتمردين على مدينة مأرب الحيوية الغنية بالطاقة ستكون كارثة في مستوى انهيار السد القديم الذي دمر مدينة مأرب، ومملكة كاملة.
تمثل تعليقات أحمد عوض بن مبارك بعضا من أكثر التصريحات خطورة فيما يتعلق بهجوم يشنه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ سبتمبر 2014.
على الرغم من أن تدخل التحالف الذي تقوده السعودية أوقف مسيرتهم جنوبا عام 2015 إلا أن الحرب استمرت لسنوات وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
في غضون ذلك، انسحبت القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية في المنفى والمملكة العربية السعودية مؤخرًا من مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية، ما سمح للحوثيين بالسيطرة على الأرض هناك أيضًا.
وحذر بن مبارك من أنه "بدون تغيير الحقائق على الأرض لن يأتي الحوثيون على الإطلاق إلى طاولة المفاوضات" لإجراء محادثات سلام محتملة.
من المرجح أن تحدد معركة مأرب الخطوط العريضة لأي تسوية سياسية في الحرب الأهلية الثانية في اليمن منذ التسعينيات.
إذا استولى الحوثيون على هذه المدينة يمكن للمتمردين الضغط في المفاوضات او حتى الاستمرار في التقدم نحو الجنوب.
و إذا ظلت مأرب تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فربما يكون في ذلك انقاذا لمعقلها الوحيد حيث يتحدى الانفصاليون سلطتها في أماكن أخرى.
إن الاستيلاء على مأرب أو عزلها بأي شكل آخر، سيمثل جائزة كبيرة للحوثيين، فهي موطن لحقول النفط والغاز التي لها مصالح شركات دولية بما في ذلك مجموعة اكسون موبيل، و توتال.
ينتج مصنع تعبئة الغاز الطبيعي في مأرب غاز الطهي لسكان البلاد التي يبلغ عدد سكانها 29 مليون نسمة، و كانت محطتها لتوليد الكهرباء توفر 40 بالمائة من كهرباء اليمن.
في حديثه احوار المنامة، أشار بن مبارك إلى سد مأرب القديم المذكور في القرآن، انهار السد وتسبب في فيضانات عارمة دمرت مملكته بالكامل.
وقال وزير الخارجية في المؤتمر الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "سنقول بلا شك إنه إذا سيطر الحوثيون على مأرب فسيكون الوضع سيئًا كما حدث عندما تم تدمير السد الشهير تاريخيا، اليوم مأرب هي الجدار الذي لا يمكن اختراقه في اليمن".
وقتل المئات من المقاتلين في الآونة الأخيرة خلال القتال الذي شهد سيطرة الحوثيين على بلدات من القوات المدعومة من السعودية.
وقال بن مبارك "لا شك أن فشل المشروع الإيراني في اليمن سيضمن فشل المشروع الإيراني في المنطقة بأسرها، وإن نجاحها في اليمن سيفتح مرحلة جديدة من الصراع ويؤدي إلى دائرة أخرى من العنف."