قالت مصادر عسكرية وشهود، إن الأطراف المتحاربة في اليمن اشتبكت جنوبي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر في ساعة متأخرة من مساء امس السبت بعد أن توسع مقاتلون حوثيون مدعومون من إيران إلى مناطق تخلت عنها القوات الموالية للتحالف بقيادة السعودية. 
كانت القوات اليمنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، أعلنت يوم الجمعة أنها ستعيد انتشارها حول ميناء اليمن الرئيسي في الغرب وهي خطوة قالت بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة والحكومة إنه لم يتم إخطارها بشانها مسبقًا.
واتفقت الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران الذين يسيطرون على مدينة الحديدة في 2018 على هدنة ترعاها الأمم المتحدة  صمدت إلى حد كبير، بينما توقف اعادة نشر القوات من الجانبين منذ عام 2019.
وقال مصدران عسكريان وسكان إن طائرات التحالف الحربية شنت غارات جوية على منطقة الفازة جنوب الحديدة فيما اشتبك مقاتلو الحوثي مع القوات المدعومة من الإمارات حتى منتصف الليل.
وتقع الفازة على بعد 15 كيلومترا من بلدة الخوخة الواقعة تحت سيطرة التحالف، و فر إليها مئات اليمنيين بعد تقدم الحوثيين.
وحثت بعثة الأمم المتحدة المشرفة على اتفاق الحديدة، الجانبين على ضمان سلامة المدنيين قائلة إنه "لم يتم إبلاغها مسبقًا بالتحركات". كما قال الفريق الحكومي المدعوم من السعودية في البعثة الأممية إنه ايضا ليس لديه علم مسبق.
في مؤشر على الخلافات بين القوات الموالية للتحالف، ندد مقاتلو سهل تهامة الساحلي المطل على البحر الأحمر يوم الأحد بـ "الانسحاب غير المبرر".
ولم يتضح ما إذا كان الانسحاب في الحديدة مرتبطًا بما وصفه التحالف الذي تقوده السعودية بأنه إعادة انتشار في جنوب اليمن حيث قالت مصادر إن الجيش السعودي ترك قاعدة رئيسية في عدن، المقر المؤقت للحكومة. 
كرر وزير الخارجية السعودي  في مقابلة مع قناة فرانس 24 التلفزيونية يوم السبت  نفي التحالف انسحاب الجيش السعودي قائلا "لا يزال هناك دعم قوي للحكومة اليمنية وقواتها".
وتدخل التحالف في اليمن عام 2015 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة من العاصمة صنعاء. يُنظر إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران. يقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسد وعدوان أجنبي.
تضغط واشنطن على الرياض لرفع حصار التحالف عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو شرط من الجماعة لإجراء محادثات وقف إطلاق النار.
الحديدة هي نقطة الدخول الرئيسية للبضائع التجارية وتدفقات المساعدات وشريان الحياة للملايين الذين يواجهون المجاعة فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.

*تقرير: محمد الغباري وريام مخشف- تغطية وكتابة إضافية من غيداء غنطوس. تحرير أليكس ريتشاردسون.