الواشنطن بوست: قوات الحوثي تقتحم مجمع السفارة الأمريكية وتحتجز موظفين محليين
يمن فيوتشر - الواشنطن بوست-سيوبان أوجرادي و ايمي تشنغ* الجمعة, 12 نوفمبر, 2021 - 10:10 مساءً
الواشنطن بوست: قوات الحوثي تقتحم مجمع السفارة الأمريكية وتحتجز موظفين محليين

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن عناصر أمنية يمنية تعمل مع الحكومة الأمريكية، اعتقلوا في صنعاء بعد أن اخترقت قوات الحوثي المدعومة من إيران المجمع الدبلوماسي الذي كان يضم السفارة الأمريكية.
لسنوات سيطر الحوثيون على صنعاء، عاصمة اليمن وجزء كبير من شمال البلاد.
أوقفت البعثة الدبلوماسية الأمريكية عملياتها هناك عام 2015، مع بداية الحرب الأهلية الدموية التي طال أمدها في البلاد بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران.
تم نقل السفير الأمريكي والموظفين الرئيسيين إلى المملكة العربية السعودية الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم الخميس إن "غالبية" موظفي السفارة الأمريكية الذين اعتقلوا، تم إطلاق سراحهم، لكن واشنطن تشارك في جهود دبلوماسية "متواصلة" للإفراج عن حراس الأمن الذين ما زالوا رهن الاحتجاز، ولم يتضح سبب اعتقال هؤلاء الموظفين اليمنيين.
ودعت وزارة الخارجية الحوثيين إلى "إخلاء فوري" لمجمع السفارة و "إعادة جميع الممتلكات المصادرة". الموظفون اليمنيون المحتجزون هم من أفراد الأمن الذين كانوا يحرسون خارج المنشأة، وفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية.
وترفض المملكة العربية السعودية بشدة، نفوذ جماعة الحوثيين، وشنت تدخلاً عسكريًا في اليمن عام 2015، يهدف ظاهريًا لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى السلطة، الا ان النزاع هو صراع إقليمي، يسعى فيه السعوديون وحلفاؤهم إلى منع إيران من توسيع نفوذها.
كما هاجمت قوات الحوثي السعودية بشكل مباشر، مستهدفة مطارات المملكة ومنشآت إنتاج النفط. كانت الحكومة السعودية فرضت حصارًا شبه كامل على اليمن، مما أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية حادة.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات هذا الأسبوع على ثلاثة من قادة المتمردين الحوثيين قال إنهم ساعدوا في تنظيم هجمات على السعودية ومحافظة مأرب النائية باليمن، معقل الحكومة المدعومة دوليا.
وقتل ما لا يقل عن 1700 جندي حكومي في مأرب في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. ويعتقد أيضا أن الحوثيين عانوا من خسائر فادحة لكنهم لم يكشفوا عن الاعداد الرسمية.
في الأسابيع الأخيرة حقق الحوثيون بعض المكاسب الإقليمية المهمة في مأرب. وإذا استولوا على المقاطعة الغنية بالموارد فستكون سيطرة شبه كاملة على شمال البلاد.
يدعم التحالف الذي تقوده السعودية القوات الحكومية والقوات المحلية المتحالفة في مأرب بضربات جوية، لكن القصف الحوثي المنتظم وهجمات الطائرات دون طيار أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف القوات الحكومية، كما قتلت الهجمات الأخيرة مدنيين بينهم أطفال.
و يدفع المجتمع الدولي نحو اجراء محادثات لإنهاء الصراع، لكن الحوثيين يقولون إنهم غير مستعدين للتفاوض حتى يتم رفع قيود الموانئ وإعادة فتح مطار صنعاء.
في فبراير / شباط، أزالت إدارة بايدن الحوثيين من القائمة كمنظمة ارهابية اجنبية، وأعلنت انتهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية وتعهدت بدلاً من ذلك بتكثيف الجهود الدبلوماسية من خلال تسمية الدبلوماسي تيموثي ليندركينغ كمبعوث خاص لليمن.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن ليندركينغ سافر إلى المنطقة في الأيام الأخيرة في محاولة منه لإقناع "الحوثيين بوقف هجومهم على مأرب والهجمات المتكررة على مناطق مدنية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية" .
وقال البيان إنه يعتزم أيضا "الضغط على الأطراف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية مهمة، وتأمين الواردات وتوزيع الوقود بشكل منتظم واستئناف الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء".
وقد وصف ليندركينغ في السابق مأرب بأنها "حجر عثرة" في المفاوضات بين الجانبين.
وفي الأوساط المحافظة، أدت عمليات اعتقال الموظفين اليمنيين، والاقتحام المزدوج للسفارة إلى انتقادات لسياسات الرئيس بايدن الخارجية. وقال النائب دان كرينشو (جمهوري من تكساس) في تغريدة على تويتر قارنت الأحداث في صنعاء بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 والهجوم المميت عام 2012 على المنشآت الأمريكية في بنغازي، ليبيا على الرغم من عدم وجود أفراد أمريكيين في القضية الحالية.


*أفاد تشنغ من سيول. ساهمت في هذا التقرير ميسي رايان من واشنطن.


التعليقات