"باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل جزءا أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام"..قال ذلك المبعوث الاممي في بيان للصحفيين لدى اول زيارة للمدينة المحاصرة..اليكم نصه:
"يشرّفني بالطبع أن أكون معكم هنا اليوم في تعز. لقد عقدت للتو اجتماعاً بنّاءً جداً مع المُحافظ ومع ممثلين آخرين من الأحزاب السياسية هنا في تعز. ناقشنا قضايا تواجهها تعز وكذلك الوضع في أماكن أخرى من اليمن حيث نشهد عمليات عسكرية تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود السلام.
إن المجيء إلى تعز للمرة الأولى أمر مهم بالنسبة إليّ. فتعز تحتضن الكثير مما يُعتبر مركزياً بالنسبة لليمن: ففيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها. وتعز تتشارك الآلام عينها مع أماكن أخرى من اليمن.
فنرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن.
نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز. ونرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 تشرين الأول/أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال.
في هذا الصدد أود أن أتوجّه بتعازيّ الحارة لعائلة الأطفال الذين قتلوا.
إنّ العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائماً فرص للحوار السلمي. وأبناء تعز يعرفون هذا تماماً، فقد كانوا في صدارة مبادرات المجتمع المدني للوساطة في مجال تبادل الأسرى، ومبادرات أخرى لتحسين توفير الخدمات الأساسية أو للسعي من أجل فتح الطرق وإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن النزاع الذي طال أمده. إنني أدعم وأشجع جهودهم الجسورة.
باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن.
شكرًا جزيلاً لكم".