اكدت جماعة الحوثيين اليوم الأحد، انها ستواصل محاولات التقدم المكلفة، نحو مدينة مأرب رغم الخسائر البشرية والمادية الكبرى في صفوف مقاتلي الجماعة المتحالفة مع ايران.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للجماعة يحيى سريع "إذا كان العدو يعتقد أن طيرانه الحربي سيحد من تقدم قواتنا أو يكسر من عزائم جنودنا ومجاهدينا فهو يتوهم".
وتحدّث سريع عن عمليات هجومية نفّذتها قواته الشهر الماضي في محيط مأرب قال انها أدت إلى "مقتل وإصابة وأسر 1840 في صفوف العدوان، بينهم 550 قتيلا و1200مصاب و90 أسيراً"، حد تعبيره.
ورصد اعلام الحوثيين 28 غارة جوية سعودية خلال الساعات الماضية على محافظة مارب بينها 25 غارة في الجوبة مسرح العمليات الاعنف على بعد نحو 30 كم جنوبي المدينة المكتظة.
وكان التحالف الذي تقوده الرياض قال إنه نفذ 88 عملية استهداف في منطقتي الكسارة والجوبة خلال 72 ساعة الماضية، ما أدى إلى "تدمير 36 آلية ومقتل أكثر من 264 عنصراً حوثيا".
ونادرا ما يعلق الحوثيون المدعومون من إيران على الخسائر، ولم يتسن التحقق من حصيلة القتلى بشكل مستقل.
ودارت معارك الساعات الاخيرة التي وصفت بالاعنف جنوبي مدينة الجديدة مركز مديرية الحوبة، وعند طريق حيوي ممتد الى مديرية جبل مراد المجاورة، دون ان يرشح اي تغيير في خارطة السيطرة على الجبهتين.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق بحرب مستمرة منذ سنوات. وقد صعّد الحوثيون في شباط/فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين، وتسببت بنزوح نحو 80 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأعلن التحالف عن ضربات جوية في محيط مأرب بشكل شبه يومي مدى الأسبوعين الماضيين، قتل فيها أكثر من 1600 متمردا بحسب التحالف.
و يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وما زال نحو 4 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.
والأربعاء، دعا مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بإجماع أعضائه إلى "وقف التصعيد" في اليمن لمواجهة "الخطر المتزايد بحدوث مجاعة واسعة النطاق" في البلاد.
وشدّد أعضاء المجلس الـ15 في بيانهم على "ضرورة وقف التصعيد من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في محافظة مأرب" ودعوا إلى "وقف فوري لإطلاق النار في اليمن".
كما دان أعضاء المجلس "تجنيد الأطفال واستخدامهم، والعنف الجنسي في النزاع"، معربين كذلك عن "قلقهم البالغ إزاء الحالة الإنسانية الأليمة، بما في ذلك الجوع الذي طال أمده، وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، تفاقمت بسبب الحالة الاقتصادية المتردّية".