قالت مصادر يمنية إن مسلحي جماعة الحوثي استكملوا السيطرة على كامل مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب الإستراتيجية، بعد حصار كامل استمر لنحو شهر ومعارك عنيفة مع رجال القبائل فيها.
وأضافت المصادر أن الحوثيين يشنون حملة اعتقالات واسعة في المديرية وأن عدة قرى تشهد موجة نزوح كبيرة.
و تجددت المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، وقال المركز الإعلامي للقوات الحكومية، إن وحدات من الجيش والمقاومة تخوض معارك وصفها بالعنيفة ضد الحوثيين في جبهة "الكسارة" في المنطقة.
وتقع مديرية العبدية جنوب غربي مدينة مأرب، ويقطنها 36 ألف شخص، وتكتسب أهمية إستراتيجية نظرا لموقعها الجغرافي الذي يجعل منها إحدى بوابات محافظة مأرب، فضلا عن ارتباطها الجغرافي بمحافظتي البيضاء وشبوة من جهة الغرب والجنوب، عبر سلسلة جبلية واسعة.
وكانت العبدية تمثل منطلقا للقوات الحكومية للتحرك نحو محافظة البيضاء لقطع خطوط الإمداد على الحوثيين باتجاه محافظة شبوة.
وبعد سيطرتهم على العبدية، يقترب الحوثيون من السيطرة على مركز مديرية الجوبة الذي يبعد عن مدينة مأرب الغنية بالنفط نحو 30 كيلومترا، والمدينة هي آخر معاقل الحكومة الشرعية شمالي البلاد، كما أنها "معقل الجيش الوطني ومقر وزارة الدفاع".
وقد نددت الخارجية الأميركية أمس السبت بتصعيد الحوثيين في العبدية بمحافظة مأرب، واعتبرته استخفافا صارخا بسلامة المدنيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس -في بيان- إن الحوثيين يعيقون حركة الأشخاص والمساعدات الإنسانية ويمنعون الخدمات الأساسية من الوصول إلى سكان العبدية.
وبعد 6 سنوات من الحرب، لا تزال جماعة الحوثي تكثف من هجماتها باتجاه مأرب الإستراتيجية.
وتعد مأرب -المنتجة للنفط والغاز- المحافظة الوحيدة التي ظلت متماسكة فأصبحت حاضنة للحكومة الشرعية، ومن شأن السيطرة عليها أن يغير موازين القوى بين الجيش اليمني المدعوم من التحالف بقيادة السعودية والامارات وبين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتمثل مأرب التهديد الأول للحوثيين بسبب حدودها المشتركة مع صنعاء، وهي أطول حدود إدارية مقارنة بالمحافظات الأخرى.
كما تعد خط الدفاع الأول عن محافظتي شبوة وحضرموت الساحليتين منبع النفط والغاز وموانئ تصديرهما، وطرق المواصلات البرية الدولية مع السعودية وعمان.