قام الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ومركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بتوثيق خسف فوجيت، أو ما عُرف أحيانا ببئر برهوت، جاء ذلك خلال زيارة قام بها الفريق الاستكشافي لمحافظة المهرة بالجمهورية اليمنية، في باكورة عمله لدراسة الكهوف والمغارات، حيث من المؤمل أن يزور مجموعة من الكهوف في المنطقة. وقد نزل الفريق إلى قاع البئر ووثَّق السمات الجيولوجية والبيئية للحفرة بمجموعة من الصور والبيانات، كما أنه جمع مجموعة من العينات الصخرية منها. ويصدر الفريق تقريرا مفصلا عن الحفر ومسوحاتها الجيولوجية في الأيام القادمة.
•موقع الحفرة
تقع حفرة خسف فوجيت أو يعرفه البعض ببئر برهوت في محافظة المهرة بالجهة الشرقية من الجمهورية اليمنية، على بعد 33 كم تقريبا من الحدود العمانية، على إحداثيات 653426 mE، 1917779 mN،Q 39، وهي تنتمي لما يُعرف جيولوجيا بحفر الإذابة التي عادة ما تتكون في الصخور الجيرية السميكة (ما يعرف بتكوين الحبشية الذي ترسب في عصر الإيوسين)، كتلك الصخور الموجودة في محافظة ظفار في جنوب عمان، ومحافظتي المهرة وحضرموت في اليمن، وتتعرض مثل هذه الطبقات إلى إذابة مستمرة بسبب تفاعل المياه الجوفية والسطحية بما تحتويه من أحماض وأملاح معها، لتتكون نتيجة لذلك عبر آلاف السنين أو ملايينها حفرٌ ضخمة وكهوفٌ عميقة، وتقع الحفرة على الشارع الموصل إلى منطقة فوجيت، وهو شارع يتفرع من الشارع الذي يربط بين مدينتي شحن والغيضة في محافظة المهرة.
•السمات الجغرافية والتاريخية المحيطة بخسف فوجيت
وتبدو خسف فوجيت كمعلم بارز يظهر بوضوح من صور الأقمار الصناعية، ويبلغ عرض فتحتها الخارجية الدائرية نحو 30 مترا، وهي تقع بين سهول وجبال صغيرة تتكون أغلبها من الصخور الجيرية، وتصب فيها مجموعة من الشراج الصغيرة، وقد ارتبطت هذه الحفرة العميقة بكثير من الأساطير التي انتشرت في وسائل الإعلام المختلفة، منها أن الحفر تحتوي على تماسيح ضخمة، وأنها مسكن للجن، وأن بها أرواحا معذبة، وأنها تحتوي على أنهار ضخمة، وأن من حاول النزول إليها سابقا خرج برأس دون جسد. وبحسب رواية السكان المحليون فإن الحفرة لم تستكشف أو توثق قبل زيارة الفريق العماني لاستكشاف الكهوف لها في شهر سبتمبر من عام 2021م، ولم يستطع الفريق عموما العثور على توثيق سابق للحفرة من قبل. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المحيطة بالحفرة تحتوي على مجموعة من الأدوات الحجرية التي تعود فيما يبدو إلى العصر الحجري الحديث، قبل ما يربو من 6 آلاف عام، ومثل هذه الأدوات تنتشر في كثير من المواقع على الحدود العمانية اليمنية.
•أبعاد حجم خسف فوجيت وأبرز ملامحها
يبلغ عمق خسفيت فوجيت 112م، ويبلغ عرضها عند السطح 30م، هذا العرض يتوسع في أسفل الحفرة ليبلغ 116 مترا، ويتباين عرض الحفرة عموما تبعا لقوة الصخور المحيطة بأجزائها المختلفة، إذ تتسع الحفرة نسبيا في الطبقات الصخرية الأقل صلابة. ومحيط الحفرة عموما دائري الشكل، وهي تحتوي على كثير من التجاويف الصغيرة والحيود الصخرية الحادة. وعلى عمق 65م من السطح تقريبا تنبثق المياه من جوانب الحفرة لتكون شلالات بديعة، وتتباين هذه الشلالات في غزارة المياه المتدفقة منها واستمراريتها، ويعد الشلال الشرقي أنشطها، في حين يتقطع تدفق المياه من الشلال الجنوبي، وتحتوي الحفرة على مجموعة متنوعة من الترسبات الكهفية، وتعيش فيها مجموعة مختلفة من الكائنات الحية منها الأفاعي والضفادع والخنافس. ويصل طول بعض الصواعد والهوتبط في الحفرة أكثر من 9 أمتار.
ويسعى الفريق العماني لاستكشاف الكهوف لزيارة مجموعة من الكهوف في المحافظة. ويشكر الفريق السلطة المحلية بمحافظة المهرة على جميع التسهيلات المقدمة للفريق خلال زيارته.