اليمن: احتجاجات عنيفة في الجنوب بسبب التداعيات الاقتصادية للصراع
يمن فيوتشر - رويترز-من ريام مخشف: الاربعاء, 15 سبتمبر, 2021 - 06:31 مساءً
اليمن: احتجاجات عنيفة في الجنوب بسبب التداعيات الاقتصادية للصراع

تفجرت احتجاجات عنيفة في عدن ومدن أخرى بجنوب اليمن، على انتشار الفقر وانقطاعات الكهرباء في الوقت الذي يواجه فيه تحالف تدعمه السعودية انهيارا كاملا للخدمات العامة في المناطق الخاضعة لسيطرته.
واشتبك مئات المحتجين مع قوات الأمن في مناطق خور مكسر وكريتر والشيخ عثمان في عدن حيث سد المتظاهرون الطرق وأشعلوا النار في مبان حكومية وأحرقوا السيارات في الشوارع.
وقال شهود لرويترز إن متظاهرا واحدا على الأقل سقط قتيلا وجُرح العشرات مساء يوم الثلاثاء في الشيخ عثمان.
وقال شهود آخرون إن عشرات المتظاهرين اقتحموا قصر معاشيق الرئاسي حيث يوجد مقر الحكومة المدعومة من السعودية.
وقال محتج اسمه أحمد صالح (34 عاما) ويعمل موظفا بالحكومة “خرجنا للاحتجاج بعد أن أصبحت حياتنا مستحيلة فلا كهرباء ولا ماء ولا يمكن بمرتباتنا شراء أي شيء”.
ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات أخرى في محافظات حضرموت وشبوة وأبين خلال اليومين الأخيرين.
ويعاني جنوب اليمن حالة من الشلل بسبب صراع على السلطة بين الحكومة المدعومة من السعودية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات. والطرفان حليفان شكليا ضمن التحالف الذي تقوده الرياض لمحاربة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال البلاد.
وكان المجلس الانتقالي الذي يكافح من أجل استقلال جنوب اليمن قد سيطر على عدن ومناطق أخرى في الجنوب قبل أن تتوسط السعودية في اتفاق لاقتسام السلطة من أجل التركيز على محاربة الحوثيين.
غير أن الصراع عطل الخدمات العامة إذ تنقطع الكهرباء كثيرا مما يؤثر على توزيع المياه وإمدادات المساعدات والخدمات الطبية. وازداد البؤس بسبب البطالة والتضخم المتصاعد في بلد يعتمد معظم سكانه البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات.
و ساد الهدوء شوارع عدن يوم الأربعاء غير أن المتاجر ومقار المنظمات الإنسانية ظلت مغلقة. وظهرت في مناطق كثيرة من المدينة بقايا حواجز أمنية وسيارات محترقة.
ودعا متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مزيد المظاهرات في شبوة يوم الأربعاء احتجاجا على ما اسماه “احتلال” حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت حكومة الرئيس هادي إن قوات الأمن ستحمي المحتجين لكنها لن تتهاون إزاء تخريب الممتلكات العامة والخاصة.
وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية قد أخرج الحوثيين من عدن عام 2015 لكنه أخفق في إخراجهم من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بشمال اليمن وبلغت الحرب متعددة الأوجه حالة من الجمود.
وأدى الصراع إلى وضع تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتحاول الرياض تفادي نشوء جبهة جديدة ومزيد من القلاقل في الجنوب في وقت يحارب فيه تحالفها الحوثيين في محافظة مأرب المنتجة للنفط آخر معاقل الحكومة في الشمال وفي محافظة أبين الجنوبية.
وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحوثية تقدمت من جديد صوب مديرية لودر أكبر مديريات أبين يوم الثلاثاء.
وقالت منظمات إنسانية إن آلاف المدنيين فروا من القتال في مأرب وأبين خلال الأسبوع الأخير. وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في وقت سابق هذا الشهر إن أكثر من أربعة ملايين يمني لا يزالون في عداد النازحين منذ بدء الاشتباكات في 2014.


التعليقات