قالت مصادر محلية وسكان إن احتجاجات شعبية غاضبة استمرت في مدينة عدن بجنوب اليمن لليوم الثاني يوم الثلاثاء واتسع نطاقها ليشمل عدة مناطق بالمدينة الساحلية تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار الخدمات الأساسية وتدهور قيمة العملة المحلية.
وذكرت المصادر أن التظاهرات الشعبية التي شارك فيها العشرات شهدت أعمال شغب وإحراق إطارات وقطع شوارع رئيسية في منطقتي كريتر والمعلا احتجاجا على تدهور الخدمات والأوضاع المعيشية واستمرار انقطاع الكهرباء في المدينة.
وقال موظفون حكوميون في عدن لرويترز إنه تم إخراجهم من مقرات عملهم اليوم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية بساعات بسبب تصاعد الاحتجاجات وقطع الطرقات مما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة.
وذكروا أن قوات الأمن أطلقت النار بكثافة لفتح الطرقات وتفريق المحتجين في المدينة التي يوجد بها ميناء رئيسي.
وتوعد المتظاهرون بتصعيد الاحتجاجات لتشمل جميع أحياء ومدن محافظة عدن وإعلان العصيان المدني الشامل حتى يتم وضع حد للأزمة الاقتصادية الحادة غير المسبوقة ولتردي الخدمات خصوصا في قطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف واستمرار التوتر والخلافات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وقال شهود عيان إن غالبية المحلات التجارية أغلقت أبوابها يوم الثلاثاء في منطقة كريتر التي تضم مقرات حكومية مهمة منها البنك المركزي اليمني وقصر معاشيق الرئاسي خشية التعرض لأعمال نهب وخصوصا بعد تصاعد غضب المحتجين.
وقال الشهود إن عشرات المحتجين في عدن اقتحموا قصر معاشيق الرئاسي الذي يوجد فيه مقر الحكومة وتجاوزوا بوابتين للقصر قبل أن تردهم القوات التي تحرسه.
كان عشرات الشبان قد تظاهروا مساء الاثنين بمنطقتي كريتر وخور مكسر في محافظة عدن استجابة لدعوات شبان غاضبين من تردي الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات لا سيما الكهرباء والمياه وتدهور العملة المحلية مقابل الأجنبية وارتفاع أسعار البنزين والمواد الغذائية.
وواصل الريال اليمني هبوطه المتسارع والمخيف ليسجل أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية يوم الثلاثاء بمدينة عدن الساحلية عند 1100 ريال لشراء الدولار الواحد و1110 ريالات للبيع.
وانعكس هذا التدهور المتسارع للعملة على الأسواق في عدن ومحافظات الجنوب التي تشهد موجة غير مسبوقة من الغلاء وزيادة حادة في أسعار كافة السلع الغذائية بما ينذر بكارثة اقتصادية وتفشي المجاعة في البلد الفقير.
وتشهد عدن أزمة وقود خانقة منذ أيام بعد أن أغلقت محطات الوقود الحكومية أبوابها أمام عملائها.
وشهدت محافظة حضرموت النفطية بشرق اليمن احتجاجات ليلية غاضبة بسبب تردي الأوضاع وانهيار الاقتصاد وارتفاع الأسعار وتخللها إحراق إطارات سيارات وإغلاق شوارع رئيسية وفرعية تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والخدمات.