حذر مستشفى خاص في العاصمة صنعاء من بيع رهونات مرضى متعثرين عن سداد تكاليف العلاج، في واقعة جديدة تسلط الضوء على عمق الأزمة الاقتصادية والمعيشية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، حيث يعاني السكان من انقطاع المرتبات وتراجع الدخل منذ سنوات.
وقال مستشفى المتحدون الأهلي في إعلان نشر بصحيفة الثورة الصادرة في صنعاء والخاضعة لسيطرة الحوثيين، إنه منح المرضى المتعثرين "مهلة أخيرة" لسداد ما عليهم من مستحقات مالية، ملوحًا باتخاذ إجراءات قانونية تشمل عرض رهوناتهم للبيع في مزاد علني.
وكشف الإعلان عن قائمة تضم 174 رهناً، شملت سيارات، ومصوغات ذهبية، وأسلحة، إضافة إلى وثائق ملكية أراضٍ ومنازل وعقارات، في مؤشر على حجم الضغوط الاقتصادية التي تدفع الأسر إلى رهن ممتلكاتها الأساسية مقابل الحصول على العلاج.
وتعد هذه الواقعة الثانية من نوعها خلال فترة وجيزة، بعد حادثة مماثلة أثارت جدلاً واسعاً بشأن مستشفى العلوم والتكنولوجيا، بما يعكس اتساع لجوء المستشفيات الخاصة إلى نظام الرهن في بيئة اقتصادية متدهورة.
ويعاني ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين من توقف الرواتب منذ أعوام، وتدهور القدرة الشرائية، وارتفاع تكاليف المعيشة والرعاية الصحية، ما يدفع كثيراً من الأسر إلى خيارات قاسية لتأمين العلاج.
وأثارت الإعلانات الأخيرة موجة غضب مجتمعي، حيث يرى ناشطون أن بيع رهونات المرضى يعكس الانهيار الاقتصادي وغياب الدخل، في بلد يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.