حذرت الأمم المتحدة من تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة وإقليم؛ بينها اليمن، خلال الأشهر السبعة المقبلة، مما يهدد بانزلاق ملايين آخرين نحو المجاعة أو خطرها.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الغذاء العالمي (WFP) في بيان صحفي مشترك، الأربعاء: "من المرجح أن يشتد تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة وإقليم تم تحديدها على أنها بؤر ساخنة للجوع حول العالم، وذلك خلال الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2025 ومايو/أيار 2026".
وأضاف البيان أن ستة بلدان وأقاليم من بين "بؤر الجوع الساخنة"، تُعد الأشد إثارة للقلق، وهي: اليمن، والسودان، وفلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي، "حيث يواجه السكان خطراً وشيكاً من الجوع الكارثي (وفق المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
وأوضحت الوكالتان الأمميتان أن تصاعد الصراع والتدهور الاقتصادي في اليمن أدى إلى معاناة أكثر من 18 مليون شخص (52% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى)، بما في ذلك 5.5 مليون شخص في المرحلة الرابعة (الطوارئ)، ومن المتوقع أن تواجه جيوب سكانية في عمران والحديدة وحجة مستوى الكارثة/المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف).
وأردفتا أن الوقت ينفد بسرعة لتفادي انتشار المجاعة في المناطق الأشد إثارة للقلق، "حيث تؤدي النزاعات والصدمات الاقتصادية والطقس القاسي والنقص الحاد في التمويل إلى تفاقم الأوضاع المأساوية بالفعل. ورغم تزايد الحاجة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة على نطاق واسع، فإن التمويل محدود للغاية مما ينذر بالخطر، وتتضاءل معه فرص إنقاذ ملايين آخرين من مواجهة انعدام الأمن الغذائي".
وأشارت المديرة التنفيذية لـ"الغذاء العالمي"؛ سيندي ماكين إلى أن عدة دول على شفا كارثة جوع يمكن تفاديها بالكامل. نحن بحاجة عاجلة إلى تمويل جديد وإتاحة الوصول دون عوائق. والفشل في التحرك الآن لن يؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار والهجرة والنزاعات".
من جهته، شدد المدير العام لمنظمة "الفاو"؛ شو دونغ يو على ضرورة الانتقال من الاستجابة للأزمات إلى تفادي حدوثها، و"من شأن الاستثمار في سبل العيش والقدرة على الصمود والحماية الاجتماعية قبل بلوغ ذروة الجوع أن ينقذ الأرواح والموارد".
ودعت الوكالتان الأمميتان، المجتمع الدولي إلى إعادة تركيز الاهتمام على منع المجاعة عبر زيادة الاستثمارات في الأمن الغذائي طويل الأمد، وبناء القدرة على الصمود، والإجراءات الاستباقية لتمكين السكان من مواجهة الصدمات الغذائية، وبالتالي انقاذ الأرواح.
وأكد البيان أن منع المجاعة أمر ممكن، لكننا بحاجة إلى "توفير التمويل الكافي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة دون عوائق إلى المناطق المتأثرة بالنزاع. تعتمد ملايين الأرواح على اتخاذ إجراءات حاسمة الآن".