اتهمت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، الولايات المتحدة بارتكاب جريمة حرب إثر الغارة الجوية التي استهدفت، في 28 أبريل/نيسان 2025 مركز احتجاز المهاجرين في مدينة صعدة شمال غربي اليمن، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المهاجرين الأفارقة المحتجزين لدى سلطات الحوثيين.
وقالت المنظمة في تقرير مطول إن تحليل صور الأقمار الصناعية وشهادات الناجين أظهر أن الهجوم "لم يكن موجهًا نحو أي هدف عسكري"، وأن المركز كان موقعًا معروفًا وتزوره بانتظام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، معتبرة أن الضربة "تمثل هجومًا عشوائيًا يستوجب التحقيق فيه كجريمة حرب محتملة".
وأوضح التقرير أن الغارة نُفذت ضمن عملية عسكرية أمريكية أطلقتها واشنطن باسم "الفارس الخشن" خلال الأيام الأولى من الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، واستهدفت أكثر من ألف موقع في اليمن قبل أن تُعلن وزارة الدفاع الأمريكية إنهاء الحملة في السادس من مايو/أيار الماضي.
ونقلت المنظمة عن ناجين إثيوبيين أنهم كانوا نائمين لحظة الانفجار، فيما أطلق الحراس الحوثيون النار في الهواء لمنعهم من الفرار، مؤكدين أن كثيرين من زملائهم فقدوا أطرافهم أو بصرهم، وأن بعض الجثث انتُشلت من تحت الأنقاض بعد ساعات طويلة.
وقال أحدهم: "نجونا من الموت بأعجوبة. فقدت ساقي ورأيت أصدقاءي يُنتشلون من تحت الأنقاض".
وأكدت العفو الدولية أنها لم تعثر على أي أدلة تشير إلى وجود أهداف عسكرية في محيط المركز، داعية الولايات المتحدة إلى فتح تحقيق شامل ومستقل وشفاف ومحاسبة المسؤولين وفق مبدأ مسؤولية القيادة، إلى جانب تعويض عاجل وكامل للضحايا وأسرهم.
وطالبت المنظمة سلطات الحوثيين بإنهاء الاحتجاز التعسفي للمهاجرين، والسماح للناجين بالحصول على إقامة مؤقتة ورعاية طبية كاملة دون خوف من إعادة الاحتجاز.