أفرجت جماعة الحوثيين، السبت، عن الفنانة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي، بعد أكثر من أربع سنوات من احتجازها في أحد سجون الجماعة بصنعاء، منذ توقيفها في فبراير/شباط 2021، في قضية أثارت جدلًا واسعًا واتهامات للجماعة الدينية بممارسة قمع ممنهج ضد النساء.
كانت الحمادي، وهي من أبرز الوجوه الفنية الشابة في البلد، قد احتُجزت مع زميلتين لها أثناء وجودهن في أحد شوارع العاصمة، لتُوجَّه إليها لاحقًا تهم وصفت بأنها "مخلة بالآداب العامة"؛ وهي اتهامات نفتها أسرتها ومنظمات حقوقية اعتبرتها ذات خلفية اجتماعية وسياسية تستهدف المرأة اليمنية الخارجة عن القوالب التقليدية.
وأثارت قضيتها حملة تضامن محلية ودولية غير مسبوقة، دعت خلالها منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية إلى الإفراج عنها فورًا، ووصفت احتجازها بأنه جزء من سياسة قمع أوسع تنتهجها الجماعة المصنفة على لائحة الإرهاب ضد النساء والفنانات في مناطق سيطرتها.
ويرى مراقبون أن الإفراج عن الحمادي، التي تحولت إلى رمز لمعاناة النساء تحت سلطة الحوثيين، يعكس ضغوطًا متراكمة من منظمات دولية ومطالبات حقوقية بوقف الانتهاكات الجسيمة بحق النساء، والإفراج عن جميع المحتجزات على خلفيات اجتماعية أو فكرية.
غير أن ناشطين يرون توقيت الإفراج لا يخلو من دوافع سياسية وإعلامية، معتبرينه محاولة لصرف الأنظار عن تصاعد حملات الاختطاف والاحتجازات التعسفية التي تشهدها مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران خلال الأسابيع الأخيرة.