حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال في اليمن، مع تسجيل نحو 30 إصابة جديدة هذا العام، 97% منها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شمالي البلاد.
وقالت المنظمة في بيان صحفي، أصدرته الجمعة بالتزامن مع اليوم العالمي لشلل الأطفال الذي يوافق 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام: "لا يزال اليمن يواجه تفشياً لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط الثاني (cVDPV2)، مع تسجيل 29 حالة مؤكدة حتى الآن في عام 2025، في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد، وتراجع تغطية التطعيم، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية".
وأضاف البيان أن الحالات الجديدة هذا العام سُجلت في 10 محافظات يمنية، وكانت غالبيتها العظمى (28 حالة) في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شمال البلاد، مقابل حالة واحدة في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها، بينما في العام الماضي تم تأكيد 187 حالة إصابة بالفيروس في 15 محافظة.
وأشارت المنظمة إلى أن اليمن لا يزال يكافح تفشي فيروس شلل الأطفال منذ عودة انتشاره في البلاد عام 2021، ومن حينها وحتى الآن تم تسجيل 451 حالة إصابة بالفيروس.
وأوضح البيان أن شلل الأطفال "يشكل تهديداً للأطفال في اليمن، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد حالات طوارئ صحية متعددة متداخلة، بما في ذلك الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد".
وشددت "الصحة العالمية" على ضرورة تكثيف الجهود من أجل حماية كل طفل في اليمن، وهو ما يتطلب توفير "موارد إضافية ودعم تشغيلي لاستدامة جهود التطعيم وتعزيز النظام الصحي في البلاد".
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن؛ سيد جعفر حسين، أن القضاء على شلل الأطفال ممكن، حتى في حالات الطوارئ المعقدة كاليمن، لكنه يتطلب استثماراً مستداماً، ووصول غير مقيد للفرق الصحية، وشراكة مستمرة على جميع المستويات".
ودعت المنظمة، السلطات المحلية والمانحين والشركاء الإنسانيين إلى "إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال دون الخامسة، وتعزيز أنظمة التحصين الروتينية، وحماية ودعم العاملين الصحيين الذين يقدمون اللقاحات، وضمان وصولهم دون عوائق إلى جميع المحافظات. حينها يمكن لليمن أن يقترب أكثر من القضاء على الفيروس، وضمان نمو كل طفل بصحة جيدة ومحمي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها".