أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، التزام المجلس بمبدأ الشراكة الوطنية، واعتبار القضية الجنوبية حجر الزاوية في أي تسوية سياسية شاملة، داعيًا جماعة الحوثيين إلى اغتنام فرصة السلام ووقف ارتهانها لإيران.
وشدد في الوقت نفسه على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية رغم الأزمة التمويلية الخانقة التي واجهتها الحكومة خلال السنوات الماضية.
وقال العليمي، في كلمة ألقاها مساء الاثنين بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، إن "العدالة والمواطنة المتساوية والشفافية تمثل الطريق الأمثل لتعزيز فرص الصمود وصون سيادة الدولة واستقرارها"، مؤكدًا أن القضية الجنوبية "لم تعد تفصيلًا ثانويًا بل أساسًا لأي حل سياسي عادل ودائم".
وأضاف أن الجنوب "كان ولا يزال شريكًا أصيلًا في صناعة اليمن الجمهوري"، مشيرًا إلى أن "عدن ستبقى قلب الدولة النابض ورايتها العالية في وجه الانقلاب والإرهاب ومشاريع التمزيق والإقصاء".
وفي حديثه عن التحديات الاقتصادية، أوضح العليمي أن البلاد واجهت على مدى أكثر من ثلاث سنوات "أزمة تمويلية غير مسبوقة"، إلا أن الحكومة اختارت "العمل بصمت وتحويل التحديات إلى فرص"، مشيرًا إلى أن الإصلاحات المالية والإدارية التي أطلقت بالتنسيق مع البنك المركزي قادت إلى "تحسن ملحوظ في سعر العملة الوطنية والسلع الأساسية، وبدء صرف مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري، بما في ذلك مستحقات البعثات الدبلوماسية والطلاب الدارسين في الخارج".
وثمن العليمي دعم السعودية والإمارات لما وصفه بـ"صمود الدولة اليمنية"، موضحًا أن هذا الدعم أسهم في تجديد ثقة المانحين واستئناف أنشطة صندوق النقد الدولي في البلاد بعد أحد عشر عامًا من التوقف.
وفي ما يتعلق بالحريات العامة، أكد العليمي أن "الاحتجاج حق مشروع وسقف الحريات مكفول بالقانون"، لكنه شدد على ضرورة أن تكون المطالب الشعبية "رسالة إصلاح وتعبيرًا حضاريًا لا وسيلة لتأزيم الأوضاع أو إضعاف مؤسسات إنفاذ القانون".
وأكد أن "العدالة هي جوهر الدولة ومعيار قوتها الأخلاقية"، مشيرًا إلى أن السلطات اتخذت إجراءات لإنصاف المظلومين وردع المجرمين ضمن جهود تعزيز سيادة القانون.
وفي ختام كلمته، وجه العليمي رسالة مباشرة إلى الحوثيين دعاهم فيها إلى "التخلي عن السلاح، والانصياع لإرادة الشعب اليمني وقرارات الشرعية الدولية، بدلًا من الارتهان لمشاريع الفوضى الإيرانية التي دمرت حاضر اليمن وتهدد مستقبله".
وأعرب عن ثقته بـ"قدرة القوات المسلحة والأمن، ومعهم شباب ونساء اليمن، على مواصلة الكفاح من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب"، مؤكدًا أن "السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بتفكيك البنية الطائفية العنصرية وتجريم فكرة الولاية الإمامية في الدستور والقانون".