إسطنبول: انطلاق مؤتمر الباحثين اليمنيين لمناقشة مسارات التنمية وإعادة الإعمار 
يمن فيوتشر - السبت, 11 أكتوبر, 2025 - 12:29 مساءً
إسطنبول: انطلاق مؤتمر الباحثين اليمنيين لمناقشة مسارات التنمية وإعادة الإعمار 

انطلقت، اليوم السبت، في مدينة إسطنبول التركية، أعمال مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين في نسخته الأولى، بمشاركة نخبة من الأكاديميين من داخل اليمن وخارجه، بهدف صياغة حلول عملية ومستدامة للتحديات التي تواجه البلاد، ودعم مسارات التنمية وإعادة الإعمار.

ويُنظَّم المؤتمر من قِبل مؤسسة توكل كرمان خلال الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر الجاري، بمشاركة أكثر من 40 ورقة علمية وبحثية تغطي قضايا الصحة والتنمية والتعليم والهوية والبيئة والأمن الغذائي والاقتصاد، وبحضور أكثر من 200 باحث وخبير وفاعل في المجال الأكاديمي.

وقالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في كلمة الافتتاح، إن “السياسة والحرب استأثرتا بالمشهد اليمني لعقد كامل، فيما جرى تهميش ملفات الاقتصاد والتنمية والتعليم والصحة”، مؤكدة أن “تأجيل هذه الملفات يبعد الدولة أكثر، فالدولة ليست كيانًا سياسيًا مجردًا، بل هي الخدمات”.

ودعت كرمان إلى “إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشراكة، وإلى مصالحة حقيقية تبدأ من القرى والمدن”، معتبرة أنه “لا خلاص لليمن من دون تعليم ينهض بالعقول، وصحة تحفظ كرامة الإنسان، واقتصاد منتج يكسر معادلة الجوع والولاء”.

وأضافت أن اليمن “ليس ضعيفًا ولا تابعًا لأحد”، مشيرة إلى أن ثرواته الطبيعية والبشرية تؤهله لأن يكون من الدول القوية في المنطقة، وأن “الإنسان اليمني هو الثروة الحقيقية التي لا تُقدّر بثمن”.

من جانبها، أوضحت مديرة مؤسسة توكل كرمان، مسك الجنيد، أن المؤسسة تولي اهتمامًا باحتياجات الإنسان وأولوياته، خصوصًا في مناطق الصراع والأزمات، مشيرة إلى أن “خلق النموذج هو الطريق الأمثل لإيجاد حراك مجتمعي يتجاوز آثار الماضي”.

وأشارت إلى أن المؤتمر جاء ثمرة عمل دؤوب من فريق المؤسسة الذي بذل جهده على مدى أشهر للتحضير لهذا الحدث.

بدوره، قال الطبيب والكاتب مروان الغفوري، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن اليمن يمر بأزمة “معقّدة ووجودية” بفعل التشظي وغياب الجهود الحقيقية لوقف انهيار الدولة، مؤكداً أن “الشعب اليمني قادر على إيجاد حلول عملية جديدة”.

وأضاف أن المؤتمر “يذكّر اليمنيين بأن العلوم والمعارف قادرة على تقديم رؤية مغايرة لما يجري تداوله حول اليمن”، لافتًا إلى تجارب دولية لعب فيها الباحثون والأكاديميون دورًا محوريًا في صناعة التغيير في بلدانهم التي واجهت ظروفًا مشابهة.

وتشمل جلسات اليوم الأول للمؤتمر محاور التعليم الأكاديمي والصحة والبنية التحتية الطبية وواقع ومستقبل الحياة السياسية، فيما تناقش جلسات اليوم الثاني القضايا الاقتصادية والطاقة والأمن الغذائي والهوية الوطنية.

ويأتي المؤتمر امتدادًا لسلسلة فعاليات نظمتها مؤسسة توكل كرمان خلال السنوات الماضية في اليمن وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة، من بينها “مؤتمر أبعاد الأزمة الإنسانية وآمال السلام”، و“مؤتمر يمن ما بعد الحرب: رؤية استشرافية”، و“مؤتمر نحو سلام وديمقراطية مستدامين في اليمن”.


التعليقات