أشارت إسرائيل وحركة حماس إلى استعدادهما للمضي قدمًا في تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، في ما اعتُبر اختراقًا دبلوماسيًا، غير أن فجوات جوهرية لا تزال بحاجة إلى مفاوضات لتأمين نهاية للحرب في غزة.
وقالت الحكومة الإسرائيلية صباح السبت إنها تستعد لـ”التنفيذ الفوري” للخطوات الأولى من خطة ترامب، وذلك بعد ساعات من إعلان حركة حماس قبولًا مشروطًا بالمقترح، مؤكدة استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين لديها.
وأبدى الرئيس ترامب ثقة كبيرة بقرب التوصل إلى اتفاق، واصفًا اليوم بأنه “يوم كبير”، في الوقت الذي حثّ فيه إسرائيل على وقف قصف غزة. ومع ذلك، أقرّ بأن المفاوضين ما زالوا بحاجة إلى “إتمام الصيغة النهائية بشكل ملموس”.
ولم تتطرق إسرائيل ولا حركة حماس إلى النقاط الخلافية الأساسية التي طالما شكّلت العقبة الكبرى أمام التوصل إلى اتفاق. كما لم توضّح حماس ما إذا كانت ستقبل بشرط ترامب —المدعوم من إسرائيل— الذي يقضي بنزع سلاح الحركة.
كما لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لقبول أي تعديلات جوهرية على خطة الرئيس ترامب، التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدعمها خلال زيارته إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.
وقال أربعة مسؤولين من المنطقة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية المسائل السياسية المطروحة، إن المفاوضين الإسرائيليين كانوا يستعدون يوم السبت للسفر إلى الخارج لإجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس، دون تحديد موعد المغادرة.
ووجد الإسرائيليون والفلسطينيون أنفسهم بين حالة من عدم التصديق، وأملٍ حذر، وارتباكٍ كامل، عقب التطورات المتسارعة التي علّق كثيرون عليها الآمال في أن تمهّد، على الأقل، لنهاية الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
وفي وقتٍ سابق من الأسبوع، أعلن الرئيس ترامب عن خطة من 20 بندًا تهدف إلى الإفراج عن الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، ووضع حد للحملة العسكرية الإسرائيلية الدموية هناك. ويُعتقد أن نحو 20 رهينة على قيد الحياة، إضافة إلى جثامين نحو 25 آخرين، لا تزال محتجزة داخل القطاع.
وبموجب الخطة، ستفرج حركة حماس عن جميع الرهائن المتبقين خلال 72 ساعة وتسلم أسلحتها، على أن ينتهي حكمها في قطاع غزة. في المقابل، تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابًا تدريجيًا من القطاع، مع السماح لإدارة فلسطينية خاضعة لإشراف دولي بتولّي مسؤولية الخدمات العامة هناك.
وقد قدمت حماس ردها على مقترح ترامب في وقت متأخر من مساء الجمعة، وأعلنت في بيانٍ أنها وافقت على الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين وفق الشروط الواردة في الخطة. ويشمل ذلك إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل، إلى جانب 1,700 معتقل آخرين احتُجزوا منذ بداية الحرب. كما تنص التفاهمات على تبادل جثامين 15 فلسطينيًا مقابل كل أسير إسرائيلي متوفى لدى حماس.
لكن الحركة أوضحت أنها ترغب في تهيئة بعض الظروف الميدانية لتسهيل عملية التبادل، مشيرةً إلى أن ذلك سيتطلب مزيدًا من المفاوضات. ولم تُبدِ حماس وضوحًا بشأن ما إذا كانت مستعدة لنزع سلاحها أو التخلي الكامل عن دورها المهيمن في قطاع غزة، كما تنص عليه خطة الرئيس ترامب.
وأشاد الرئيس ترامب بردّ حماس، واعتبره دليلًا على أن قادة الحركة “مستعدون لتحقيق سلام دائم”، وذلك في منشورٍ له على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا إسرائيل إلى “الوقف الفوري لقصف غزة” لتمكين تنفيذ اتفاق الإفراج عن الرهائن.
وبعد ساعات، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أكد فيه أن إسرائيل تستعد لـ”الإفراج الفوري عن جميع الرهائن”، وأنها ستواصل العمل مع الرئيس ترامب “لإنهاء الحرب وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل”. وفي بيانٍ منفصل، شدد الجيش الإسرائيلي على “ضرورة التحرك السريع لتحييد أي تهديد محتمل”.
وقال فلسطينيون في قطاع غزة إن الانفجارات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، ما يشير إلى تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأعرب كثير من سكان القطاع، الذين أنهكتهم الحرب وخلفت فيهم جراحًا عميقة، عن أملهم في أن تقدّم حماس التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.