دعت أكثر من 40 منظمة إنسانية، المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن ومنع ملايين الأشخاص من الإنزلاق إلى المجاعة.
وقالت 45 منظمة إنسانية محلية ودولية غير حكومية في بيان مشترك، أصدرته الاثنين: "فيما يجتمع قادة العالم في نيويورك لحضور الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، نوجّه نداءً عاجلاً لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، والتي تهدد بدفع ملايين الأسر إلى حافة الكارثة".
وأضاف البيان أن الأزمة الإنسانية في اليمن "جردت الناس من أبسط مقومات الحياة، وجعلت من كل يوم صراعاً من أجل البقاء. واتخاذ خطوات عاجلة ومنسقة في الدورة الثمانين للجمعية العامة أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح ومنع كارثة إنسانية أعمق".
وأشارت المنظمات إلى أن أكثر من 17 مليون شخص يواجهون خطر الجوع في اليمن اليوم، بينهم ما لا يقل عن 41 ألفاً مهددون بمستويات كارثية من الجوع، كما يعاني ما لا يقل عن 2.4 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، بما فيهم مئات الآلاف المعّرضون لسوء التغذية الحاد الوخيم؛ وهي حالة مهددة للحياة إذا لم يتم تدارك الأمر بتدخل فوري.
وأوضح البيان أن هذه الإحصائيات ليست ثابتة، حيث "من المتوقع أن تزداد معدلات الجوع وسوء التغذية بشكل حاد خلال الأشهر المقبلة مع استمرار خفض المساعدات وتفشي الأمراض، وتفاقم التدهور الاقتصادي الذي يضعف قدرة الأسر على الصمود. ومن دون تحرك عاجل خلال ما تبقى من عام 2025، قد تواجه المناطق الأشد هشاشة في اليمن خطر الانزلاق إلى المجاعة".
وأردف أن الآثار المدمرة للفيضانات الأخيرة، والانعكاسات السلبية للتوترات الإقليمية على اليمن، إضافة إلى الاعتقالات "التعسفية" بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين والمستمرة منذ أكثر من عام، كلها عوامل تزيد من حدة الأزمة الإنسانية، وتعيق وصول المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر تفاقم الجوع في البلاد.
وطالبت المنظمات الإنسانية، الجهات المانحة إلى سرعة توفير التمويلات الكافية من أجل ضمان استمرار تقديم الغذاء والمياه والرعاية الصحية والحماية والمأوى والمساعدات النقدية لأكبر عدد من المتضررين بالأزمة، "لقد وصل اليمن إلى مرحلة حرجة.. وشعبه لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة. الآن هو الوقت المناسب للتحرك من أجل مساندته على التعافي وإعادة بناء حياته".
وشددت على ضرورة قيام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "بالضغط من أجل الإفراج الفوري عن العاملين الإنسانيين المعتقلين، وضمان حرية حركة الموظفين والإمدادات الإنسانية دون عوائق، ومواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم عملية السلام، وعدم تهميش الأزمة اليمنية وسط تزاحم الأجندات الإقليمية والدولية".