أكدت الأمم المتحدة أن انخفاض التمويلات الإنسانية لليمن يترك مستقبل البلاد تحت رحمة "الجوع الجماعي"، خاصة مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نطاق واسع.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ؛ توم فليتشر، في إحاطة لمجلس الأمن، الاثنين: "يجب ألا نسمح للجوع الجماعي بتحديد مستقبل اليمن، وعلى المجتمع الدولي توفير التمويلات اللازمة للاستجابة الأممية لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في البلاد".
وأضاف فليتشر إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتهديدات الأمنية لعملنا، وانهيار الاقتصاد والصراع المستمر، جعلت اليمن ثالث أكثر دولة في العالم تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث "70% من الأسر لا تملك ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتها اليومية، وهو أعلى معدل تم تسجيله على الإطلاق، كما يواجه ما يقرب من نصف سكان البلاد الآن من حرمان غذائي شديد، وتعاني أسرة من كل ثلاث أسر من جوع يتراوح بين المتوسط والشديد".
وأكد المسؤول الأممي أن نقص التمويل وبيئة العمل الصعبة يمنعان بشكل متزايد من الوصول إلى عدد كاف من المحتاجين وتوفير مجموعة كاملة من التدخلات لإنقاذ الأرواح وإرساء أسس التغيير المستدام، كما أن "احتجاز الحوثيين لـ22 من موظفي الأمم المتحدة مؤخراً، إضافة إلى 23 مضى على احتجازهم أكثر من عام، يقوض قدرتنا على تقديم المساعدات".
وأوضح فليتشر إن الاحتجاز التعسفي لهؤلاء الموظفين، واقتحام مكاتب الأمم المتحدة والاستيلاء على محتوياتها "أمر مقلق للغاية وغير مقبول، فهذه الممارسات لا تفيد الشعب اليمني. فهي لا تُطعم الجياع، ولا تُشفي المرضى، ولا تحمي النازحين".
ودعا إلى ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين لدى الحوثيين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني ليتمكنوا من أداء وظائفهم وإنقاذ الأرواح.