تواجه مديرية عبس بمحافظة حجة، شمالي غرب البلاد، كارثة إنسانية صامتة، وسط تفاقم المجاعة وغياب المساعدات عن مئات المخيمات التي تضم آلاف النازحين.
الصحفي الاستقصائي عيسى الراجحي حذر من أن عشرات الأطفال والنساء والرجال في مخيمات النزوح "ينتظرون الموت بعد أن فقدوا الأمل في وجبة لم تأتِ"، داعيًا المنظمات الدولية إلى تدخل عاجل وفوري، ومؤكدًا أن "الوضع لا يحتمل التأخير".
الراجحي نشر عبر صفحته على "فيسبوك" صورًا مروعة لأطفال ورجال يعانون من سوء تغذية حاد، مشيرًا إلى أن أكثر من 500 مخيم في المديرية محرومون من المساعدات الإنسانية منذ أكثر من خمسة أشهر.
وفي واحدة من المآسي التي تختزل عمق المأساة، توفيت الطفلة أشواق علي حسن مهاب، 7 سنوات، السبت الماضي، بعد صراع طويل مع الجوع في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني وتوقف برامج الإغاثة التي كانت تقدمها منظمات دولية.
تشير التقارير إلى أن الوضع ازداد سوءًا بعد أن علّقت منظمات دولية أعمالها الإغاثية نتيجة القيود المفروضة من قبل جماعة الحوثيين، واختطاف عدد من موظفي الإغاثة، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي.
في وقت سابق، انتقد الراجحي ما وصفه بـ"الفساد في توزيع المساعدات"، موضحًا أن ما يصل من معونات يُوزع وفقًا للمحسوبية والوساطات، بينما "يموت المتعففون داخل خيامهم بصمت".
أضاف، "ما يحدث في عبس ليس أزمة عابرة، بل كارثة إنسانية تهدد آلاف الأرواح، وتحوّل المخيمات إلى مقابر جماعية"، متابعًا "لا ماء نظيف، لا غذاء، لا دواء... فقط خيام مهترئة وأنين لا يسمعه أحد".