اليمن: إنقاذ 6 أشخاص واستمرار البحث عن 15 آخرين من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون في البحر
يمن فيوتشر - فرانس 24 الخميس, 10 يوليو, 2025 - 09:51 صباحاً
اليمن: إنقاذ 6 أشخاص واستمرار البحث عن 15 آخرين من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون في البحر

تمكن رجال الإنقاذ من انتشال ستة من أفراد طاقم سفينة الشحن "إترنيتي سي" أحياء بعد غرقها، فيما لا تزال مصائر 15 آخرين مجهولة، في ظل إعلان جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، عن احتجاز بعض أفراد الطاقم لديها.

وكانت الجماعة قد أعلنت مسؤوليتها عن استهداف السفينة، إذ أفاد مسؤولون في قطاع الملاحة البحرية أن الهجوم أدى إلى مقتل أربعة من أصل 25 شخصا كانوا على متن السفينة قبل أن يغادر الناجون السفينة التي غرقت صباح الأربعاء عقب تعرضها لهجمات متواصلة خلال اليومين السابقين.

وأوضحت مصادر أمنية مشاركة في عمليات البحث والإنقاذ أن البحارة الستة أمضوا أكثر من 24 ساعة في المياه قبل انتشالهم.

بدورها، جددت جماعة الحوثي الأربعاء إعلانها المسؤولية عن الهجوم وغرق السفينة بشكل كامل.

من جانبها، اتهمت البعثة الأمريكية في اليمن الحوثيين باختطاف عدد من الناجين من طاقم "إترنيتي سي"، داعية للإفراج عنهم فورا ودون أي شروط.

وصرح المتحدث العسكري باسم الحوثيين في كلمة متلفزة بأن قوات البحرية التابعة للجماعة قامت بإنقاذ عدد من أفراد الطاقم، وقدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة ونقلتهم إلى مكان آمن.

وأضاف في بيان: "العملية أسفرت عن غرق السفينة بالكامل، وقواتنا وثقت ذلك بالصوت والصورة، وتم إنقاذ عدد من الطاقم وتقديم الرعاية الطبية لهم ونقلهم إلى مكان آمن".

وسبق للجماعة أن أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مماثل الأحد الماضي استهدف السفينة "ماجيك سيز"، إذ أنقذ جميع أفراد طاقمها قبل غرقها.

تأتي هذه الهجمات ضمن تصعيد مستمر من طرف الحوثيين، الذين استهدفوا أكثر من 100 سفينة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وحتى كانون الأول/ديسمبر 2024، مؤكدين أن عملياتهم تهدف إلى دعم الفلسطينيين.

أما الولايات المتحدة فأعلنت في أيار/مايو عن اتفاق مع الحوثيين يوقف بموجبه استهداف مواقعهم مقابل إنهاء الهجمات على السفن، غير أن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق لا يشمل وقف الهجمات على إسرائيل.

وأصدرت اتحادات رائدة في قطاع الشحن البحري بيانا مشتركا الأربعاء وصفوا فيه الهجمات بأنها "تجاهلت أرواح البحارة المدنيين الأبرياء، وأسفرت – بشكل حتمي ومروع – عن مقتل بحارة"، مشددين على ضرورة وجود دعم دولي قوي لحماية حركة النقل البحري والممرات التجارية الحيوية.

السفينتان المستهدفتان ترفعان علم ليبيريا وتديرهما شركتان يونانيتان، وفق ما أكدته مصادر وتحليل بيانات شحن أظهر أن سفنا أخرى تابعة للشركتين زارت موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.

مسؤول في شركة "ديابلوس" لإدارة المخاطر البحرية باليونان أكد استمرار البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر لحظة، مشيرا إلى السعي لإتمام عملية إنقاذ سلمية.

وأعلنت بعثة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تتولى حماية السفن في البحر الأحمر، أن ستة فقط من أفراد الطاقم تم انتشالهم من البحر.

ويمثل البحر الأحمر ممرا مائيا بالغ الأهمية لتجارة النفط والسلع عالميا، وقد تراجعت حركة المرور فيه منذ أن بدأ الحوثيون استهداف السفن دعما للفلسطينيين في مواجهة إسرائيل منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وبحسب بيانات مجموعة "لويدز ليست إنتليجنس"، شهد مضيق باب المندب عبور 30 سفينة يوميا في الثامن من تموز/يوليو الحالي مقارنة بـ34 سفينة في السادس من تموز/ يوليو و43 سفينة مطلع الشهر.

وشهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا الأربعاء لتسجل أعلى مستوياتها منذ 23 حزيران/يونيو، إذ عزت مصادر السبب إلى الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر.

وأشارت مصادر أمنية بحرية إلى أن "إترنيتي سي" تعرضت لهجوم أول بواسطة مسيرات بحرية وقذائف أطلقت من زوارق سريعة بعد ظهر الإثنين، ما أدى إلى تدمير قوارب النجاة. وبحلول صباح الثلاثاء، بدأت السفينة تميل بشكل خطير، ثم تعرضت لهجوم جديد أجبر الطاقم والحراس على القفز في المياه.

مصادر أمنية أكدت أن أفراد الحوثي ظلوا قرب السفينة حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء. ويتألف الطاقم من 21 فلبينيا وروسي واحد، وكان على متن السفينة أيضا ثلاثة حراس مسلحين بينهم يوناني وهندي من بين الناجين.

شركة "كوزموشيب مانجمنت" المشغلة للسفينة لم تعلق على الخسائر البشرية، لكن إذا تأكدت الوفيات الأربع فإنها ستكون الأولى جراء هجمات بحرية في البحر الأحمر منذ حزيران/يونيو 2024.

وأوضحت مصادر أن اليونان تجري محادثات بشأن الهجوم الأخير مع السعودية التي تتمتع بنفوذ في المنطقة.


التعليقات