تعرضت سفينة لهجوم يوم الأحد في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، حيث أطلق مسلحون النار واستخدموا قذائف صاروخية (آر بي جي)، وفقًا لمجموعة تشرف عليها القوات البريطانية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، الذي يأتي في ظل توتر متزايد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس، والحرب بين إيران وإسرائيل، والغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع نووية إيرانية.
وقالت مركز عمليات التجارة البحرية للمملكة المتحدة، التابع للجيش البريطاني، إن فريق أمن مسلح على متن السفينة التي لم يتم الكشف عن هويتها رد بإطلاق النار، وإن "الوضع لا يزال مستمرًا". وأضاف أن الهجوم وقع على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب مدينة الحديدة اليمنية، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأضاف المركز: "السلطات تُجري تحقيقًا".
وأصدرت شركة "أمبري" الخاصة للأمن البحري تنبيهًا قالت فيه إن سفينة تجارية "تعرضت لهجوم من قبل ثمانية زوارق سريعة أثناء إبحارها شمالًا في البحر الأحمر"، وأضافت أن الهجوم لا يزال جاريًا.
وفي وقت لاحق، ذكرت "أمبري" أن السفينة تعرضت أيضًا لهجوم من زوارق مسيرة تحمل قنابل، ما قد يمثل تصعيدًا خطيرًا في المنطقة. وقالت إن زورقين مسيرين أصابا السفينة، في حين تم تدمير زورقين آخرين من قبل الحراس المسلحين على متن السفينة.
أسطول البحرية الأمريكية الخامس، المتمركز في الشرق الأوسط، أحال الاستفسارات إلى القيادة المركزية الأمريكية، التي لم ترد على الفور على طلب التعليق.
وكان الحوثيون قد أطلقوا صواريخ وهجمات بطائرات مسيرة ضد سفن تجارية وعسكرية في المنطقة، في ما تصفه قيادة الجماعة بأنه دعم لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، اعترفت بوقوع الهجوم، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى، واكتفت ببث خطاب لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. ومع ذلك، ذكرت شركة "أمبري" أن السفينة المستهدفة تندرج ضمن "الملف المعتاد للأهداف الحوثية"، دون أن توضح التفاصيل.
بين نوفمبر 2023 ويناير 2025، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بصواريخ وطائرات مسيرة، ما أدى إلى غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة. وقد أدى ذلك إلى تراجع كبير في حركة التجارة عبر ممر البحر الأحمر، الذي يمر عبره سنويًا ما تصل قيمته إلى تريليون دولار من السلع.
وقد أوقف الحوثيون هجماتهم ضمن هدنة ذاتية حتى شنت الولايات المتحدة هجومًا واسعًا ضد الجماعة في منتصف مارس، وانتهت تلك الهدنة بعد أسابيع. ومنذ ذلك الحين، لم يهاجم الحوثيون أي سفينة، لكنهم واصلوا بين الحين والآخر إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وفي يوم الأحد، أعلنت الجماعة إطلاق صاروخ نحو إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترضه.
وفي الوقت ذاته، لا تزال الحرب الأوسع التي بدأت قبل عقد من الزمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المنفية والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، في حالة جمود. وقد اشتبكت قوات خفر السواحل اليمنية، الموالية للحكومة المنفية، مع سفينة واحدة على الأقل في البحر الأحمر في وقت سابق.
كما ينشط قراصنة من الصومال في المنطقة أيضًا، رغم أن أهدافهم غالبًا ما تتمثل في خطف السفن من أجل السرقة أو طلب فدية.