تتوسع إسرائيل في حملتها الجوية ضد إيران، وذلك بعد خمسة أيام من شنها هجمات مفاجئة استهدفت البنية العسكرية والنووية في طهران، فيما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً موجهاً لسكان العاصمة بضرورة الإخلاء.
وفقاً لإسرائيل، فإن العمليات الجوية الشاملة التي طالت قادة عسكريين، علماء نوويين، منشآت تخصيب اليورانيوم وبرامج صواريخ باليستية، تأتي لمنع طهران من الاقتراب من امتلاك سلاح نووي. وأسفرت الهجمات –حتى اليوم الثلاثاء– عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً وإصابة نحو 1،277 آخرين داخل إيران.
إخلاء وذعر في شوارع طهران
بدأت حركة نزوح جماعي من وسط طهران، فأغلقت المتاجر، ومعظمها داخل السوق الكبير التاريخي، فيما تشكّلت طوابير طويلة أمام محطات البنزين، وامتلأت الطرق المؤدية غرباً بسيارات المتجهين نحو بحر قزوين. ووفق المسؤولين الإيرانيين، فإنه رغم تعليق إجازات الطواقم الطبية، تُدار الأمور، لكن لا توجد توجيهات واضحة بخصوص الإخلاء الرسمي.
إسرائيل تعلن تفوقها الجوي
قال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللواء إيفي دفيرين إن “إسرائيل حققت تفوقاً جوياً كاملاً فوق سماء طهران”. وأكدت تل أبيب تدمير أكثر من 120 من منصات إطلاق الصواريخ العابرة للقارات، بما يعادل ثلث إجمالي المخزون الإيراني. كما تم تدمير طائرتي F‑14 عسكريتين كانتا مُعدّتين لاستهداف طائرات إسرائيلية، بالإضافة إلى عشرة مراكز قيادة تابعة لفيلق القدس من الحرس الثوري داخل العاصمة.
ضربات مُسببة للخلل النووي
أدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضربات أخرّت البرنامج النووي الإيراني “لفترة طويلة جداً”، رغم تأكيد إيران للغرض السلمي من البرنامج. تُشير تقارير إلى أن إسرائيل لم تستهدف منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم بسبب كونها مقرّبة تحت الأرض، مما يجعل الحاجة لوحدات قنابل ثقيلة متخصصة مثل GBU‑57 (التي تتمتع بالقدرة على اختراق أعماق كبيرة) حيوية، وهي متوفرة لدى الولايات المتحدة لا إسرائيل.
تصعيد لا يتوقف
اغتنمت إسرائيل الفرصة لتوجيه حكم الإخلاء لمناطق سكنية وإعلامية وغيرها في طهران، بينما استهدفت محطة التلفزيون الرسمي، ما أثار فزع أحد المذيعين أثناء البث المباشر. من جهتها، ردّت إيران بإطلاق أكثر من 370 صاروخاً وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، مما أسفر عن 24 قتيلاً وأكثر من 500 جريح داخل الأراضي الإسرائيلية.
الولايات المتحدة والدور المتردّد
دونالد ترامب دعا سكان طهران إلى الإخلاء فوراً، مؤكداً مجدداً أنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، لكنه نفى أي نية لوقف العمليات أو التوصل إلى وقف إطلاق نار. وقد غادر قمة مجموعة الدول السبع قبل موعدها للعودة إلى واشنطن، في دلالة على الجدية التي يوليها للتصعيد. رغم ذلك، قال إنه مستعد لإرسال مبعوثين لإعادة إطلاق المحادثات، بالرغم من الضبابية حول المشاركة الفعلية للولايات المتحدة عسكريًا.
أفق دبلوماسي معتم
الدور الدبلوماسي يبدو راكداً بعدما أوقف المسؤولون الإيرانيون محادثات طهران–واشنطن، وردّد وزير الخارجية عباس عراقجي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن إيران ستتوقف عن الضربات إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، مشدداً:
“يتطلب خطوتين من واشنطن لكبح نتنياهو… وقد يفسح ذلك المجال لدبلوماسية العودة.”