قالت الأمم المتحدة، انها ستواصل المحادثات مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من اجل انتزاع موافقتهم على السماح لخبرائها ببدء تقييم حيوي لناقلة النفط صافر، وحثت المتمردين أيضا على أن يكونوا أكثر تعاونًا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق لصحيفة عرب نيوز ، "إننا نواصل جهودنا لإرسال فريق إلى الناقلة صافر"، مضيفا أن الهدف الأساسي لبعثة الإنقاذ التابعة للأمم المتحدة كان تقييم الأضرار وإجراء صيانة "خفيفة" لمنع الناقلة من الانهيار.
"هذا ما قلناه قبل شهر حول الموضوع:" تلتزم الأمم المتحدة بمهمتها المخططة لتقييم ناقلة النفط، وإجراء إصلاحات خفيفة وممكنة للحد من مخاطر الانسكاب وصياغة توصيات قائمة على الأدلة من أجل حل دائم".
وكان المسؤول الأممي يرد على طلب عرب نيوز للتعليق على اتهامات الحوثيين بأن الأمم المتحدة مسؤولة عن تأخير وصول البعثة بزعم انتهاك اتفاق مع المتمردين.
يوم الخميس، ألقت لجنة تابعة للحوثيين باللوم على مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في فشل المحادثات لإصلاح الناقلة العائمة بعد اصرا المنظمة الاممية على إجراء "مجرد فحص بصري" بدلاً من معالجة المشكلة، مرة واحدة وإلى الأبد.
وقالت لجنة الحوثيين في بيان، إن اللجنة تأسف لفشل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في الامتثال للاتفاقية الموقعة في نوفمبر 2020 وإصرارها على إضاعة الوقت وإهدار أموال المانحين المخصصة للمشروع في اجتماعات غير مثمرة.
وتحمل ناقلة صافر أكثر من مليون برميل من النفط الخام وترسو قبالة ساحل البحر الأحمر اليمني منذ ما يقرب من أربعة عقود، وقد تعطلت خلال السنوات الست الماضية بسبب عدم وجود صيانة منتظمة، منذ سيطر الحوثيون على مدينة الحديدة في الغرب.
و تراجع الحوثيون عدة مرات عن وعود بالسماح لبعثة الأمم المتحدة بزيارة الناقلة، متهمين في البداية بعثة الأمم المتحدة بضم عملاء من أمريكا والدول الأعضاء في التحالف العربي، ثم رفضوا لاحقًا توقيع ضمان أمني مكتوب لحماية أعضاء البعثة.
ودفعت الخطوة الأخيرة التي اتخذها الحوثيون الأمم المتحدة للإعلان في فبراير / شباط أنها ستؤجل مهمتها إلى أجل غير مسمى.
نظرا للحمولة الكبيرة للناقلة، فقد وصفها الخبراء منذ فترة طويلة بأنها قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت أو تحدث تسربا نفطيا مدمرا، مما يتسبب في كارثة بيئية كبرى أسوأ من تسرب نفط إكسون فالديز في ألاسكا عام 1989.
واتهمت الحكومة اليمنية، الحوثيين باستخدام الناقلة "كورقة ضغط" لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي، وللتأثير خلال محادثات السلام.
وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الأسبوع الماضي، إن على الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المسؤولين الحوثيين الذين يعرقلون وصول البعثة الأممية إلى الناقلة.
وأضاف أن "الفشل بإحراز تقدم في ملف ناقلات النفط (صافر) يعود إلى فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن في استخدام أدوات ضغط فعالة، بما في ذلك العقوبات ضد مليشيا الحوثي وقيادتها المسؤولة عن الملف".