حذرت الأمم المتحدة من تدهور خطير لانعدام الأمن الغذائي الحاد وتفاقم الجوع في 13 دولة وإقليماً؛ بينها اليمن، خلال الأشهر الخمسة المقبلة، في حال عدم اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الغذاء العالمي (WFP) في بيان صحفي مشترك، الاثنين: "من المرجح أن يشتد تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 13 دولة ومنطقة تم تحديدها على أنها بؤر الجوع الأكثر إثارة للقلق في العالم، وذلك خلال الفترة بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2025".
وأضاف البيان أن سكان خمس من هذه البؤر الساخنة حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة للغاية من الجوع وخطر الموت جوعاً، وهي السودان، وفلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي، كما أن اليمن، والكونغو الديمقراطية، وميانمار، ونيجيريا، تعتبر بؤراً بالغة الخطورة ومثيرة للقلق، وتتطلب اهتماماً عاجلاً لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، إضافة إلى بوركينا فاسو، وتشاد، والصومال، وسوريا.
وأشارت الوكالتان الأمميتان إلى أن تقرير "بؤر الجوع الساخنة" يُظهر أن هذه الدول "تواجه مجتمعاتها بالفعل مجاعة أو خطر المجاعة أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بسبب استمرار وتصاعد النزاعات، والصدمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، وتتفاقم هذه الأزمات المدمرة جراء تزايد القيود على وصول المساعدات والنقص الحاد في التمويل".
وأوضح المدير العام لمنظمة "الفاو"؛ شو دونغ يو أن "الجوع اليوم ليس تهديداً بعيداً، بل هو حالة طوارئ يومية بالنسبة لملايين الأشخاص. وعلينا أن نتحرك الآن وبشكل جماعي لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش. وهذه ليست مجرد مسألة عاجلة، بل هي ضرورية."
من جهتها أكدت المديرة التنفيذية لـ"الغذاء العالمي"؛ سيندي ماكين أن هذا التقرير بمثابة جرس إنذار، "لكن دون تمويل وإتاحة الوصول، لا يمكننا إنقاذ الأرواح. فالاستثمار العاجل والمستدام في المساعدات الغذائية ودعم التعافي أمر بالغ الأهمية لتفادي جوع مدمر آخر".
ودعت الوكالتان إلى ضرورة التضامن العالمي من أجل سد فجوات التمويل الحرجة في الاستجابة الإنسانية، ومواصلة الاستثمار في الإجراءات المبكرة، "إذ إن التدخلات الاستباقية تنقذ الأرواح وتقلل من الفجوات الغذائية وتحمي الأصول وسبل العيش بتكلفة أقل بكثير من التدخلات المتأخرة".