كشفت مصادر قضائية لبنانية عن توقيف مواطن يمني في بيروت، بتهمة التخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وتزويده بمعلومات حساسة تتعلق بنشاط جماعة الحوثي والعلاقة التنسيقية بينها وبين حزب الله.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، الثلاثاء، عن مصدر قضائي، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اعتقلت المشتبه به، دون تسميته، بعدما كشفت الصدفة دوره الأمني، ليتبيّن لاحقًا تواصله الدائم مع جهات إسرائيلية.
وبحسب ما أورده موقع لبنان 24، يُعتقد أنه "قيادي حوثي" ووسيط تنسيق بين حزب الله والحوثيين، وقد جُنِّد من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، وزود تل أبيب بمعلومات وصفها التقرير بالحساسة، شملت معطيات حول اليمن والتنسيق بين الجانبين اللبناني واليمني.
ووفق التحقيقات، كان الموقوف دخل بيروت قبل نحو شهرين، وأقام في أحد الفنادق، قبل أن يحاول الأسبوع الماضي الدخول إلى مقر السفارة اليمنية سعيًا لمقابلة السفير بهدف الحصول على وظيفة رسمية تتيح له الإقامة الدائمة في لبنان، قبل منعه من حراس السفارة لعدم ورود اسمه ضمن قائمة الزوار، ما تسبب في اندلاع خلاف رفع منسوب الشك، وانتهى باحتجازه من قبل أمن السفارات.
وخلال تفتيش هاتفه المحمول عُثر على اتصالات متكررة مع أرقام إسرائيلية مشبوهة، ما استدعى تدخل النيابة العامة العسكرية التي أمرت بتوقيفه وبدء تحقيق فوري.
وأقر الموقوف في اعترافاته بتعامله المباشر مع جهاز الموساد، وتقديمه معلومات عن مواقع قيادات حوثية يُشتبه بوجودها داخل لبنان، بالإضافة إلى تمرير معطيات عن الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية ضد الحوثيين، والتي عبّر عن دعمه لها؛ جراء تسبب الجماعة بـ"نكبة اليمن وقتل آلاف المدنيين منذ انقلابها على الدولة".
وأشار إلى عمله بشكل منفرد وليس ضمن شبكة، وهو أسلوب يُعتقد أن الموساد بات ينتهجه مؤخرًا في لبنان لتجنيد العملاء دون إثارة الشبهات.
وفور انتهاء التحقيقات الأولية، وجهت له النيابة العامة العسكرية تهمة "التواصل مع العدو الإسرائيلي والتجسس لصالحه على الأراضي اللبنانية وتزويده بمعلومات تمس أمن الدولة"، وأحالته إلى قاضي التحقيق العسكري، الذي أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه.
وأكدت "الشرق الأوسط" أن القبض على عملاء في لبنان لم يعد ظاهرة نادرة، في ظل تزايد عدد الملفات المتعلقة بالتجسس أمام القضاء العسكري، لكن اللافت، بحسب الصحيفة، أن عديد الموقوفين ينتمون إلى الدوائر القريبة من قيادة "حزب الله"، مشيرة إلى أن نحو 30 شخصًا من هذه الفئة تم توقيفهم مؤخرًا، بعضهم ضالع في عمليات اغتيال استهدفت كوادر من الحزب.
وفي السياق، لا يبدو أن اليمني الموقوف يشكل استثناء بقدر ما يُعد حلقة ضمن مسار متصاعد من الاختراقات الاستخباراتية التي تطال أطرافًا مرتبطة بمحور طهران، في ظل تعقد المشهد الإقليمي وتشابك الملفات بين اليمن ولبنان وإسرائيل.