أعادت إذاعة تعز، صباح الثلاثاء، بثها التجريبي على تردد 96.6 FM، بعد توقف دام قرابة عشر سنوات، في خطوة رمزية نحو استعادة حضور الإعلام الرسمي في مدينة ظلت لسنوات تحت وطأة الصراع والحصار وتآكل مؤسسات الدولة.
الإذاعة، التي تأسست عام 1964 وتعد من أقدم الإذاعات اليمنية، توقفت نهائيًا عن البث عام 2015، بعد أن شهدت المدينة مواجهات عسكرية عنيفة، طالت آثارها البنية التحتية للإعلام المحلي.
وبحسب مدير عام الإذاعة، أحمد شوقي أحمد، فإن المبنى الرئيس تعرض للتفخيخ والتفجير عقب دخول جماعة الحوثي إلى المدينة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لمقرات الإذاعة والتلفزيون، ونهب معداتها التقنية التي وصفها بـ"عالية الكفاءة"، والتي كانت تتيح إمكانية التحول إلى محطة تلفزيونية.
وأضاف شوقي، في تصريح لـ"يمن فيوتشر"، أن الإذاعة كانت تمتلك مولدات ضخمة ومحطات بث وأبراج إرسال تقدر قيمتها بملايين الدولارات، قبل أن تُستهدف وتُنهب خلال سنوات الحرب.
وأشار إلى أن العودة الحالية تمت بجهود ذاتية وبدعم محلي محدود، في ظل غياب التمويل الرسمي و"شُح الإمكانات وصعوبة البيئة التشغيلية".
وأوضح أن نطاق البث يقتصر حاليًا على أحياء مدينة تعز كمرحلة أولى، مع وعود بتوسعة النطاق تدريجيًا إذا ما توفرت الموارد التقنية والدعم الحكومي، لافتًا إلى أن الموازنة التأسيسية والأجهزة المطلوبة لإعادة تشغيل المحطة بكامل طاقتها ما تزال معلّقة في وزارة المالية.
ورغم العقبات، أشار مدير الإذاعة إلى اهتمام مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الذي عبّر عن دعمه لعودة البث، واعتبر أن إعادة تفعيل الإذاعة تمثل خطوة مهمة في سياق ترميم مؤسسات الدولة واستعادة حضورها الرمزي والخدمي، لا سيما في المدن التي تعرّضت لأضرار واسعة في البنية المؤسسية والإعلامية.