أكد الرئيس اليمني رشاد العليمي إن حكومة سالم بن بريك أمام مهمة وطنية كبرى تتمثل في البناء المؤسسي والتعافي الاقتصادي وتحسين الخدمات، داعياً إلى العمل بروح الفريق الواحد والتجرد لمصلحة الوطن والمواطن.
وترأس العليمي، اليوم الثلاثاء في قصر معاشيق بمدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للحكومة المعترف بها دوليًا، جانباً من جلسة مجلس الوزراء، في أول اجتماع للحكومة منذ عودة رئيس الوزراء سالم بن بريك إلى المدينة عقب تعيينه مطلع مايو/أيار الماضي.
وشدد الرئيس العليمي في كلمته خلال الاجتماع على أهمية المرحلة الحالية، واصفاً إياها بـ"لحظة المواجهة مع النفس والمسؤوليات".
وأشار إلى ضرورة استقرار العمل من الداخل لتعزيز الثقة والرقابة، موجهاً الحكومة بضرورة تأمين وتنمية الموارد العامة، وتوظيفها لصرف الرواتب وتحسين الخدمات الأساسية، مع التركيز على مدينة عدن كمركز للقرار السياسي والإداري، وبوابة الشراكة مع المجتمع الدولي.
ودعا إلى وضع خطة شاملة للتعافي الاقتصادي، تشمل إعداد موازنة عامة، وتنفيذ سياسات تقشف واقعية، وتنمية الإيرادات غير النفطية، إلى جانب دعم استقلالية البنك المركزي وتمكينه من أداء دوره في الحفاظ على استقرار العملة.
وشدد رئيس مجلس القيادة على أهمية إشراك القطاع الخاص في مشاريع التنمية، وتفعيل منظومة الرقابة ومكافحة الفساد، بما في ذلك سرعة إعلان تشكيل اللجنة العليا للمناقصات.
وأكد العليمي ضرورة مراجعة العلاقة بين المركز والسلطات المحلية، وتقليص البعثات الدبلوماسية، وإنشاء هيئة عليا للإغاثة لتنسيق العمل الإنساني ومحاسبة المعرقلين لوصول المساعدات.
وفي الشأن العسكري، أكد العليمي أن معركة استعادة الدولة ستظل أولوية لا تراجع عنها، سلمًا أو حربًا، مشيداً بتضحيات القوات المسلحة والأمن، مؤكداً التزام المجلس والحكومة بتحسين أوضاعهم.
ودعا إلى إنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، وتمكين المرأة، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكشف مشروع جماعة الحوثيين وارتباطاتها الخارجية، ودعم التحرك الدبلوماسي والقانوني لتعزيز الموقف اليمني دوليًا.
وأشار إلى التحديات الاقتصادية التي واجهتها البلاد منذ استهداف الحوثيين للمنشآت النفطية في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ما حرم الدولة من نحو ملياري دولار من العائدات، مشيداً في الوقت ذاته بالدعم الذي قدمته السعودية والإمارات في مجالات التمويل والإغاثة.
وختم العليمي كلمته بدعوة الحكومة إلى تقديم نموذج ناجح في المناطق الواقعة ضمن نفوذها، والعمل بروح الاعتماد على النفس، قائلاً: "لتكن هذه حكومة الاعتماد على النفس، والنصر المؤزر بعون الله".