تداول ناشطون مشاهد موثّقة تُظهر لحظة فرار خمسة سجناء من السجن المركزي في محافظة ذمار، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، في واقعة جرت في وضح النهار، وسط مؤشرات على وجود تنسيق داخلي مسبق.
وأظهرت اللقطات المصوّرة، التي انتشرت على نطاق واسع، قيام السجناء بتسلّق سور السجن المرتفع والمحصّن، قبل أن يقفزوا إلى الجهة الأخرى، حيث كانت مركبة بانتظارهم لحظة تنفيذ عملية الفرار، في مشهد بدا وكأنه مُعدّ سلفًا.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن السجناء الفارّين ينتمون إلى جماعة الحوثيين، من بينهم شقيقان يخضعان للمحاكمة على خلفية قضية قتل واعتداء وقعت أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد أن اتُّهمت شخصيات نافذة في المحافظة باستخدام سلطاتها للتنكيل بالشقيقين المنتميين إلى أسرة “الأسدي” في مديرية ضوران آنس، ومن بينهما عمر علي حسن الأسدي، نائب مدير أمن المديرية سابقًا، وشقيقه بدران.
وكانت القضية قد شهدت اتهامات متبادلة وتعقيدات كبيرة، وصلت إلى حد توجيه مناشدات علنية من أسرة الأسدي إلى زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، طالبوه فيها بوقف ما وصفوه بـ”التعسف” الواقع عليهم نتيجة “انحياز محافظ ذمار، محمد البخيتي، للطرف الثاني في القضية لارتباطه بعلاقة أسرية به”، بحسب ما ورد في تلك المناشدة.
ويُعيد فرار هؤلاء السجناء، ومن بينهم عمر وبدران الأسدي، طرح تساؤلات حول طبيعة العملية، وما إذا كانت قد جرت بتواطؤ داخلي وتنسيق مع أطراف نافذة، خصوصًا أنها وقعت دون أي مقاومة تُذكر أو تدخل أمني.
ولم تصدر حتى الآن أي توضيحات رسمية من سلطات جماعة الحوثيين في ذمار بشأن الحادثة، كما لم يُعلَن عن فتح تحقيق داخلي، ما يعزز الشكوك بشأن وجود تسهيلات مباشرة أو غير مباشرة لعملية الفرار.