بغداد: القمة العربية تدعو لوقف حرب غزة ودعم الحلول السياسية في سوريا والسودان
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدوليةً السبت, 17 مايو, 2025 - 06:50 مساءً
بغداد: القمة العربية تدعو لوقف حرب غزة ودعم الحلول السياسية في سوريا والسودان

انطلقت يوم السبت الموافق لـ 17 أيار/مايو، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين بدورتها العادية في العاصمة العراقية بغداد، وسط أجواء سياسية مشحونة وتحديات إقليمية متصاعدة أبرزها استمرار الحرب على قطاع غزة والتطورات المتلاحقة في سوريا والسودان وليبيا. القمة التي عقدت تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، غاب عنها أكثر من نصف رؤوساء العرب، لكنها استضافت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وسلمت البحرين رئاسة القمة للعراق، وأشار وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياتي إلى دعم بلاده لـ "خطة التعافي المبكر" لإعادة إعمار قطاع غزة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، مرحباً بالوقت نفسه بخطوة رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.

 

غزة: محور القمة وأولوية الطروحات

طغى الملف الفلسطيني على الجلسة الافتتاحية للقمة، مع دعوات صريحة لوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن القطاع.

ووصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية بلغت مرحلة بشعة لم يشهدها التاريخ"، وأكد على رفض العراق للعدوان المستمر على غزة وكل أشكال "التهجير القسري للفلسطينيين"، على حد تعبيره.

من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الشعب الفلسطيني "يتعرض لجرائم ممنهجة تهدف إلى إنهاء وجوده في غزة"، ودعا السيسي إلى "الضغط لوقف إطلاق النار" وأعلن أن مصر تعتزم تنظيم مؤتمر دولي لإعادة الإعمار "فور توقف العدوان".

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حذّر من أن "عمليات القتل والتهجير الإسرائيلية جزء من مشروع تقويض حل الدولتين"، ودعا إلى عقد مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار القطاع. وشدد عباس في خطابه الموجه لحركة حماس بضرورة التخلي عن سيطرتحا على غزة "وتسليم السلاح للسطة"، وفقاً لما قاله.

وشدد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان على ضرورة إيقاف الحرب على غزة وإدخال المساعدات، واعتبر أن ما دعاها بـ "الحرب الوحشية"، سيكون لها تداعيات لسنوات طويلة بعد الحرب.

من جانبه، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن "القضية الفلسطينية تشهد تصفية وسط فرض الاحتلال رؤيته العبثية للسلام"، فيما دعا نظيره المغربي ناصر بوريطة إلى "تأمين وصول المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني".

 

سوريا: ترحيب برفع العقوبات وتشديد على الوحدة ورفض التقسيم

حظي الملف السوري باهتمام خاص خلال أعمال القمة، وسط إشادة عربية بخطوة رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق، وخروج سوريا من العزلة.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني "سوريا تعود اليوم إلى حضنها العربي"، مشيرا إلى أن بلاده "ترفض أي محاولة لاقتطاع أجزاء من الأراضي السورية".

وشدد الشيباني على أن الحكومة السورية بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني سابقا" تسعى لبناء دولة لكل السوريين "بعيداً عن أي إقصاء أو تهميش"، على حد تعبيره.

من جانبه، أشار الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى أن "رفع العقوبات عن سوريا سيساعد شعبها في استشراف مستقبل أفضل"، على حد قوله، مع التأكيد على أن الاستقرار في سوريا "مصلحة عربية".

وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد دعم بلاده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.

 

السودان: دعوات لوقف "النزيف" ولحوار داخلي

وفي الملف السوداني، حذّر رئيس الوزراء العراقي من خطورة ما دعاه بـ "النزيف السوداني"، وأكد على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي السودان، وحقن دماء شعبه.

بدوره، دعا عضو مجلس السيادة السوداني ابراهيم جابر إلى وقف إطلاق النار "مقروناً بانسحاب قوات الدعم السريع"، وشدد على أهمية إطلاق "حوار سوداني - سوداني يؤسس لانتخابات شاملة.

وأدرج أبو الغيط الملف السوداني في قائمة "الانقسامات التي تواصل تهديد وحدة بعض الدول العربية".

 

الأزمات الممتدة: ليبيا واليمن ولبنان

فيما يخص المشهد الليبي، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "مسار حل يؤدي إلى انتخابات حرة"، بينما يرى الموقف المصري أن "الانقسامات تواصل تهديد وحدة ليبيا"، وفقاً لما قاله أبو الغيط.

أما لبنان، فقد أكد رئيس وزرائه نواف سلام أن بلاده تواجه انتهاكات إسرائيلية يومية "واحتلالا مستمراً" لعدد من المواقع اللبنانية.

وأشار سلام إلى أن لبنان "فتح صفحة جديدة تقوم على فرض السيادة وحصر السلاح بيد الدولة". بينما دعا إلى تحفيز "العودة الكريمة للاجئين السوريين"، مؤكداً على أن رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان.

وبالنسبة لليمن، اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أن "المليشيات أصبحت تهديداً عابراً للحدود"، على حد تعبيره.

ودعا العليمي الدول العربية إلى تصنيف "ميليشا الحوثي"، كـ "منظمة إرهابية"، على حد تعبيره.

مواقف دولية داعمة: إسبانيا والأمم المتحدة تدعوان للضغط على إسرائيل بكل الوسائل 

في مداخلته خلال القمة، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى "مضاعفة الضغط على إسرائيل" لوقف الهجمات على غزة.

وأشار سانشيز إلى أن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا خلال الهجمات الإسرائيلية، وأعلن أن بلاده تعد مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمطالبة إسرائيل بوقف هجماتها وإدخال المساعدات غلى قطاع غزة.

وشدد سانشيز على أن بلاده "ستبذل كل ما في وسعها خلال اجتماع مجموعة مدريد لوقف الحرب على غزة وبناء سلام دائم"، مؤكداً وجوب إنهاء "الكارثة الإنسانية في غزة على الفور"، وأضاف أن إسبانيا ستقوم بالضغط على إسرائيل بكل الوسائل التي يتيحها القانون الدولي، على حد تعبيره.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حديثه خلال اعمال القمة إلى وقف الحرب الإسرائيلية، وعبر عن موقفه القاطع والرافض لـ "التهجير القسري لسكان القطاع".
وفي الملف السوري دعا غوتيريش إلى التمسك بوحدة الأراضي السورية واستقلالها ودعم العملية السياسية، واعتبر بأنها "عناصر مهمة جداً"، لدعم الاستقرار، كما جدد دعواته لوقف "الصراع في السودان" و"إنهاء العنف بين الجماعات المسلحة في ليبيا".

 

إعلان بغداد

وافاد مراسلنا في بغداد باسل محمد بان القمة ستصدر ما دعته بـ "إعلان بغداد"، وتقول مصادر عراقية بأنه سيتضمن دعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وفتح المعابر مع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ودعم وحدة الأراضي السورية، في حين سيصادق الإعلان على خمس مبادرات تقدم بها العراق.

بينما دعا البيان الختامي للقمة المجتمع الدولي من أجل التحرك العاجل لوقف إراقة الدماء في غزة، رافضاً بشكل قطعي تهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر.

كما شدد البيان على إدانة الاعتداءات على سوريا، والدعوة لحل سياسي في السودان.


التعليقات