دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى موقف عربي حاسم في مواجهة ما وصفه بالتهديدات الإرهابية العابرة للحدود، وعلى رأسها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، محذرًا من أن استمرار هذه الجماعات يهدد بتفكك الدول الوطنية ويقوض استقرار المنطقة.
وفي كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية، شدد العليمي على تمسك اليمن بالثوابت العربية، وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مؤكدًا أن المعركة من أجل فلسطين يجب أن تظل جوهر الإجماع العربي.
وحذّر العليمي من التراخي أمام التحديات الأمنية المتفاقمة، داعيًا إلى تحويل مقررات القمم السابقة إلى سياسات تنفيذية واضحة، تُعزز قدرة الدول العربية على صد التدخلات الخارجية، وتفكيك شبكات العنف المسلح التي تستغل هشاشة الدول وتغذي الانقسامات.
وفي حديثه عن اليمن، وصف العليمي الصراع المستمر منذ أكثر من عقد بأنه معركة وجودية للدفاع عن بقاء الدولة، في مواجهة جماعة عقائدية مسلحة تسعى، حسب تعبيره، إلى فرض نموذج استبدادي طائفي بقوة السلاح وبتمويل ودعم إيراني مباشر.
وقال إن جماعة الحوثي لا تزال ترفض كل دعوات السلام، وتُصرّ على مشروع ديني عنصري يتعارض مع التعدد الوطني، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في البلاد.
وحث العليمي القادة العرب على ترجمة إداناتهم السياسية إلى إجراءات رادعة، عبر تفعيل قرارات تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، والضغط لتجفيف مصادر تمويلهم، وتعزيز الدعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
كما أشاد بدور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، مؤكدًا أن دعمهما للشعب اليمني أسهم في الحد من الانهيار الشامل، ومكّن الحكومة من الاستمرار في أداء واجباتها رغم الظروف المعقدة.
ودعا العليمي القمة إلى إطلاق مبادرات إنسانية واقتصادية موجهة للدول التي أنهكتها الحروب، مشددًا على أهمية التكامل العربي في مرحلة ما بعد الصراع، بما يشمل الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة.
ورحب، في ختام كلمته، برفع العقوبات الدولية عن سوريا، مشيدًا بما وصفه "الإنجاز التاريخي" لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا التحول، كما نوه بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، التي ساهمت في خدمة المصالح العربية وتحريك الملفات الإقليمية.