رحّبت باكستان، يوم أمس الأربعاء، باتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين واعتبرته "انفراجة دبلوماسية"، داعية إلى استثمار هذا الزخم في دفع عملية سياسية شاملة في اليمن، كما دانت الهجمات التي تُهدد أمن الملاحة البحرية العالمية.
و جاءت تصريحات السفير (عاصم افتخار أحمد)، المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، وذلك بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة وقف الغارات الجوية في المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) قد أعلن وقفًا فوريًا لإطلاق النار مع جماعة الحوثي في 6 مايو/ آيار، بعد موافقة الجماعة على التوقف عن استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقد جرى التوصل إلى الاتفاق بوساطة سلطنة عُمان، ويهدف إلى خفض التوترات وحماية الممرات البحرية الدولية الحيوية.
وأشارت جماعة الحوثي إلى أن هجماتها جاءت ردًا على الدعم الأميركي لإسرائيل وتضامنًا مع الفلسطينيين، إلا أن استهداف حركة الملاحة العالمية قوبل بإداناتٍ واسعة النطاق.
وقال السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة:
"لا يجوز تضييع هذه الفرصة أو استغلالها، بل ينبغي توظيفها للدفع نحو عملية سياسية شاملة بين مختلف الأطراف اليمنية."
وأعرب عن قلق بلاده البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مشيرًا إلى أن أكثر من 19.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 17.1 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، و12 مليون طفل محرومون من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
و أشار السفير أحمد إلى أن النزاع في اليمن، الذي بدأ كصراعٍ داخلي، قد تطور إلى تحدٍ إقليمي ودولي له تبعات إنسانية وسياسية واقتصادية وبيئية خطيرة.
وجدد التأكيد على أن المسار الوحيد القادر على تحقيق سلام دائم يتمثل في عملية "يمنية خالصة، يقودها اليمنيون بأنفسهم"، على أن تُيسرها الأمم المتحدة، مشددًا على أن باكستان تدعم بالكامل هذه المبادرة.
وفي الوقت الذي رحّب فيه بجهود الوساطة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، دعا السفير جميع الأطراف إلى الالتزام بخارطة الطريق التي أُقرت في ديسمبر/ كانون الأول 2023، وهي خطة ترعاها الأمم المتحدة تدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، واستئناف صادرات النفط، وإطلاق عملية سياسية جامعة.
كما شدد على ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحلول الدبلوماسية.
وأدان السفير الهجمات التي تستهدف حركة الملاحة الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواصلة الانخراط الفعّال في منع تدهور الأوضاع في اليمن بشكلٍ أكبر.