نيويورك: المبعوث الأممي يدعو الأطراف اليمنية إلى التحلي بالشجاعة واختيار طريق الحوار لإنقاذ البلاد
يمن فيوتشر - متابعات الاربعاء, 14 مايو, 2025 - 07:33 مساءً
نيويورك: المبعوث الأممي يدعو الأطراف اليمنية إلى التحلي بالشجاعة واختيار طريق الحوار لإنقاذ البلاد

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن التطورات الأخيرة في اليمن والمنطقة تكشف هشاشة الوضع وتعقيده، مشيراً إلى أن البلاد ما تزال عالقة في دوامة التوترات الإقليمية، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين مطلع الشهر الجاري.

ورحب غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي بالإعلان الصادر عن سلطنة عُمان في 6 مايو/أيار الجاري بشأن التهدئة، واصفاً إياه بأنه "تخفيف ضروري للتصعيد" في البحر الأحمر، معبرًا عن امتنانه لجهود سلطنة عمان في التوصل إلى هذا الاتفاق.

ورغم هذا الاتفاق، حذر غروندبرغ من أن اليمن لا يزال مهدداً بالانزلاق مجدداً إلى الصراع، خاصة في ظل استمرار الهجمات والردود العسكرية، وآخرها استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون ورد إسرائيل بقصف مواقع في الحديدة وصنعاء.

وقال غروندبرغ إن التهدئة الأخيرة تمثل فرصة "ينبغي البناء عليها بشكل جماعي" لإعادة تركيز الجهود نحو تسوية سياسية يقودها اليمنيون، محذراً في الوقت ذاته من حالة عدم الثقة العميقة بين الأطراف واستعداد البعض، وفقاً للتقارير، لمواصلة الحرب، في وقت يشهد فيه اليمن تدهوراً اقتصادياً خطيراً يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.

وأشار إلى تدهور الريال اليمني، الذي تجاوز سعر صرفه حاجز 2,500 ريال للدولار في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، بالإضافة إلى الانهيار الكبير في خدمات الكهرباء، لا سيما في عدن، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى أكثر من 15 ساعة يومياً، إضافة إلى انقطاع كامل في لحج وأبين لأكثر من أسبوعين، لافتًا إلى التظاهرة النسائية التي شهدتها مدينة عدن مؤخرا تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وفي المقابل، قال المبعوث الأممي إن المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين شمالي البلاد تعاني كذلك من أزمة سيولة خانقة وانهيار في القدرة الشرائية وقمع للحريات المدنية.

وفي هذا السياق، شدد المبعوث الأممي على أن "المسار السياسي هو السبيل الوحيد لمنع التصعيد العسكري والاقتصادي"، مؤكداً استمرار جهود الأمم المتحدة في جمع الأطراف اليمنية إلى طاولة مفاوضات للتوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة.

وأعاد غروندبرغ التأكيد على أهمية خارطة الطريق التي تشمل وقف إطلاق النار، وإنعاش الاقتصاد، وإطلاق عملية سياسية شاملة، رغم التغيرات التي شهدتها بيئة الوساطة منذ أواخر عام 2023.
وأوضح أن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتوفير الضمانات اللازمة لإنجاح العملية السياسية.

وعبر المبعوث الأممي عن قلقه الشديد من استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية من قبل جماعة الحوثيين، مطالباً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، معتبراً أن استمرار هذا السلوك يقوض الدعم الدولي المقدم لليمن.

وفي ختام إحاطته، وجه غروندبرغ رسالة مباشرة لليمنيين قائلاً: "أعلم حجم معاناتكم وأسمع ندائكم، ولن نتجاهلكم"، داعيًا الأطراف اليمنية إلى التحلي بالشجاعة واختيار طريق الحوار، مطالباً مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمضاعفة الجهود لتقديم بديل موثوق للحرب وتحقيق رؤية طويلة الأمد ليمن مستقر وآمن.


التعليقات