حذر رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، من التداعيات الخطيرة لاستمرار تهديدات جماعة الحوثيين لمنشآت إنتاج وتصدير النفط الخام، مؤكداً أن هذه التهديدات تمثل عائقاً كبيراً أمام استدامة المالية العامة، وتساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد.
وأوضح بن بريك، في مقابلة مع صحيفة "عكاظ" السعودية، أن النفط الخام يُعد المصدر الرئيسي لإيرادات الموازنة العامة للدولة، حيث يمثل ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي الموازنة، مشيراً إلى أن مواصلة استهداف المنشآت النفطية من قبل الحوثيين أدى إلى تقليص كبير في الموارد العامة، وزاد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وقال بن بريك إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تواجه تحديات غير مسبوقة في مختلف الجوانب، لاسيما في المجالات الاقتصادية والمعيشية، مؤكداً أن الأوضاع الراهنة فرضت أولويات عاجلة على الحكومة، تتصدرها جهود احتواء التدهور الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار إلى أن الحكومة تنسق مستمر مع السعودية، وكذلك مع شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة، لدعم برنامج الإصلاحات الشاملة الذي يشمل الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية.
ونوه بن بريك بالدعم السعودي "السخي" المقدم لليمن، والذي قال إنه بلغ خلال المرحلة الأخيرة نحو 5 مليارات دولار، بينها 1.2 مليار دولار لتغطية عجز الموازنة، مؤكداً أن هذا الدعم "ساهم بشكل مباشر في الحد من سرعة تدهور الاقتصاد الوطني والعملة المحلية، وساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية".
ودعا بن بريك المجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم لليمن، محذراً من أن استمرار الأزمة دون تدخل فاعل سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع العامة.
وشدد على أهمية مساندة جهود الحكومة اليمنية الهادفة إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والخدمي، وتجنيب البلاد مزيداً من الأزمات.
وأكد رئيس الوزراء التزام حكومته بمسؤولياتها والعمل بأقصى طاقتها، رغم شح الإمكانيات، لمواجهة التحديات المالية والاقتصادية، وتطوير السياسات العامة، وتجفيف منابع الفساد، وتحقيق الشفافية والحوكمة، بما يسهم في تحسين حياة اليمنيين.