قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الأربعاء، إن المعابد القديمة التي تربط الشعب اليهودي بالقدس كانت موجودة فعليًا في اليمن وليس في إسرائيل.
وأضاف عباس: "[إسرائيل] تحاول تغيير الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى المبارك".
وتابع: "[المسجد الأقصى] هو هدف لأبشع مؤامرة من قبل الاحتلال. هم ينشرون التحريض على تدميره، وبناء معبد يهودي مكانه."
يقع المسجد الأقصى فوق جبل الهيكل، وهو موقع مقدس لجميع الديانات الإبراهيمية. وعلى الرغم من أهمية الموقع الدينية، إلا أن الصلاة فيه تقتصر على المسلمين، وقد أثارت زيارات أفراد يهود للموقع، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، جدلًا واسعًا وغضبًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.
قال عباس: "في القرآن الكريم – وأعتقد أيضًا في كتب سماوية أخرى – ورد أن الهيكلين الأول والثاني كانا في اليمن."
وأضاف: "من يحب القراءة عن الأديان يمكنه التحقق من ذلك."
واستطرد قائلاً: "[اليهود يقولون:] 'هذا لنا وذاك لنا، وهنا كان معبد سليمان'. أنا أقول لكم إن جزءًا كبيرًا من التاريخ مزور. ومن يقرأ القرآن يعرف هذا."
•خلفية عن المجتمع اليهودي في اليمن
كان لليمن جالية يهودية مزدهرة قديمًا، رغم أنه لا يُعتبر الأرض المقدسة لليهود، لكنه يُعد من أقدم أماكن وجودهم. إلا أن معظم اليهود اليمنيين هاجروا إلى إسرائيل في أعقاب الاضطهاد في عامي 1949 و1950 خلال عملية "بساط الريح" (المعروفة أيضًا بعملية "على أجنحة النسور").
•موقف القيادة الفلسطينية من الرواية التاريخية اليهودية
على الرغم من أن ادعاءات عباس لا تدعمها السجلات التاريخية أو الأثرية، إلا أنه ليس أول قائد فلسطيني ينكر وجودًا تاريخيًا ذا شأن لليهود في القدس.
فقد نسب إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قوله: "الهيكل لم يكن في القدس، بل كان في نابلس... لا يوجد هناك شيء (أي لا أثر لمعبد على جبل الهيكل)."
كما صرح عكرمة صبري، المفتي السابق للقدس، قائلاً: "لا توجد آثار تاريخية تدل على وجود اليهود على جبل الهيكل... لا يوجد في المدينة كلها حجر واحد يشير إلى تاريخ يهودي."
•مراجعات تاريخية سابقة لعباس
لم تكن هذه المرة الأولى التي يقدم فيها عباس روايات مثيرة للجدل حول التاريخ اليهودي، تتعارض مع إجماع الخبراء والمؤرخين.
ففي العام الماضي، أثار عباس موجة من الإدانة بعد أن ادعى أن أدولف هتلر سعى للقضاء على يهود العالم بسبب "وظائف اجتماعية" كانوا يقومون بها، وليس بدافع معاداة السامية، حيث قال:
"تمت محاربة هؤلاء الناس بسبب وظيفتهم الاجتماعية المرتبطة بالمال والربا. ومن وجهة نظر هتلر، كانوا يخربون، ولذلك كرههم."
وأضاف: "الحقيقة التي يجب أن ننشرها للعالم هي أن يهود أوروبا ليسوا ساميين، ولا علاقة لهم بالسامية."
وخلال أطروحته لنيل درجة الدكتوراه عام 1982 بعنوان "العلاقة بين الصهيونية والنازية 1933-1945"، شكك عباس أيضًا في عدد ضحايا المحرقة وحتى في وجود غرف الغاز.
ورغم مواقفه المثيرة للجدل، دعا عباس في خطابه الأخير حركة حماس إلى إعادة الرهائن إلى إسرائيل، واصفًا إياهم بـ"أبناء الكلاب".
لقراءة المادة من موقعها الاصلي: