كشفت مصادر ميدانية وإحصائيات موثقة عن مقتل ما لا يقل عن 200 من عناصر جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، اثر ضربات جوية أمريكية استهدفت مواقع مفترضة للجماعة منذ انطلاق العمليات العسكرية منتصف مارس الماضي.
وتستند هذه الحصيلة إلى بيانات رصدها فريق "يمن فيوتشر" استناداً إلى أرشيف خاص بقتلى الجماعة، حيث وثقت الجماعة خلال الأسابيع الماضية، على دفعتين، مراسم تشييع عشرات القتلى، شملت الأولى 60 اسماً، ثم توقفت عن النشر لمدة تقارب الشهر، قبل أن تستأنف الإعلان عن تشييع 141 قتيلاً إضافياً.
ورغم هذا التوثيق، تتبنى جماعة الحوثي سياسة تكتيم إعلامي صارمة، إذ منعت تداول أي معلومات تتعلق بمواقع أو توقيتات الغارات الجوية، سواء على المنصات الإعلامية الرسمية أو في مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للحد من التأثير الإعلامي والعملياتي للضربات الأمريكية.
ومنذ منتصف مارس الماضي، صعّدت الولايات المتحدة عملياتها الجوية ضد مواقع جماعة الحوثي في اليمن، في إطار حملة عسكرية أوسع يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرد على الهجمات التي استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. 
وتركّزت الضربات على منشآت يُشتبه باستخدامها في إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، إضافة إلى مواقع لوجستية وتخزين أسلحة.
 وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن هذه العمليات تهدف إلى "إضعاف قدرات الحوثيين وردع تهديداتهم المتصاعدة".
في المقابل، سلطت وسائل إعلام غربية الضوء على الكلفة المتزايدة لهذه الحملة، إذ قدّرت شبكة NBC وواشنطن بوست أن تكلفة الطلعة الجوية الواحدة في هذه العمليات تتراوح بين 2 و3 ملايين دولار، مشيرة إلى أن إجمالي الإنفاق قد تجاوز نصف مليار دولار خلال الأسابيع الأولى فقط.