وضع البابا فرنسيس اليمن في صدارة رسالته بمناسبة عيد الفصح، معربًا عن قلقه العميق حيال استمرار الصراع الذي أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودعا جميع الأطراف إلى البحث عن حلول عبر الحوار البنّاء لإنهاء معاناة الملايين واستعادة الأمل في بلد أنهكته الحرب.
الرسالة التي لم يتمكن البابا من إلقائها بنفسه بسبب وضعه الصحي، أُلقيت نيابة عنه من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، عبر الكاردينال أنجيلو كوماستري، الذي أكد أن البابا الأرجنتيني لا يزال يتابع قضايا العالم رغم المرض.
وتطرّق البابا إلى المأساة المستمرة في قطاع غزة، واصفًا الوضع الإنساني هناك بـ"المأساوي والمخجل"، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتأمين إيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين بالجوع والخوف.
ودعا الزعماء السياسيين في العالم إلى عدم الاستسلام لـ"منطق الخوف" الذي يدفع نحو الانغلاق، بل إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لمساعدة المحتاجين، ومكافحة الجوع، وتعزيز مبادرات التنمية. واعتبر أن هذه هي "أسلحة السلام التي تبني المستقبل، بدل أن تزرع الموت".
كما أبدى قلقه حيال أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، داعيًا إلى دعمهم في لبنان وسوريا، وضمان مشاركتهم الكاملة في مستقبل البلدين.
وشدد على أهمية الحريات الدينية والفكرية، معتبرًا أن السلام لا يتحقق في ظل غياب حرية الاعتقاد والتعبير واحترام الرأي الآخر.
وامتدت دعوات البابا للسلام إلى مناطق أخرى من العالم، منها أوكرانيا، والبلقان، وجنوب القوقاز، وبورما، والقرن الأفريقي، والكونغو الديمقراطية، والسودان، وجنوب السودان، ومنطقة البحيرات الكبرى، مؤكدًا في ختام رسالته أن قيامة المسيح هي نداء للحياة ورجاء لا يخيّب.