ناقش إعلاميون وخبراء يمنيون، السبت 12 أبريل/نيسان 2025، دور الإعلام في تعزيز التعايش، خلال ندوة رقمية نظمها مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن، تحت عنوان "دور الإعلام في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش".
وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، أكد دعم وزارته للإعلام المهني، مشددًا على ضرورة تغيير الخطاب "الإعلامي الموجه "ليكون أداة للوحدة لا للفرقة.
وندد بانتهاكات الحوثيين بحق الأقليات الدينية، وعلى رأسها البهائيون، من اقتحامات واختطافات ومحاكمات، داعيًا إلى قانون يجرّم التمييز.
وعرضت رئيسة تحرير منصة "يمن فيوتشر"، ثريا دماج، النموذج الملهم لتجربة إعلامية يمنية رائدة في المنصة، التي عملت على إبراز أصوات جميع اليمنيين، وضمنهم النساء، ومشاركة معاناة عديد اليمنيين جراء التحريض على الكراهية.
وقالت: "يلعب الإعلام دورًا هامًا في بناء السلم المجتمعي... وفي الحالة اليمنية تتضاعف وتتعاظم مسؤولية الإعلام، خصوصًا حين يتعلق الأمر بقيم التسامح والتعايش، التي باتت مهددة بفعل الخطابات المتوترة والممارسات الإعلامية غير المنضبطة."
صبا حداد، ممثلة الجامعة البهائية العالمية، لفتت إلى أهمية الإعلام الرقمي في تعزيز التعدد، فيما أكدت الإعلامية أفنان توركر أن ضمان التعايش يتطلب قوانين تحمي حرية الدين والفكر وتناهض التمييز.
وأضافت توركر: "وجود الوعي والرغبة الحقيقية في تحسين الصفات الاجتماعية والوصول إلى مرحلة التسامح والتعايش تحتاج إلى وجود قانون المساواة وعدم التمييز، وحرية الفكر، الدين، الرأي، والقضاء على التعصب والتمييز العرقي والديني."
الصحفية نعائم خالد شددت على أهمية إعلام يعكس التنوع اليمني ويوصل معلومات دقيقة، فيما دعت الكاتبة إلهام زارعي إلى إبراز خطاب التعايش عبر الصحف والمنصات الرقمية، مؤكدة أن "صوت التعايش هو الصوت الحقيقي لليمنيين".
وأكد الصحفي حمزة الجبيحي، من جهته، على أهمية الإعلام الرقمي والبودكاست في الترويج لحرية الفكر والمعتقد، وفقًا لمخرجات الحوار الوطني.
وخلصت الندوة إلى عديد توصيات في ضرورة تجريم خطاب الكراهية، والانتقال نحو إنتاج محتوى إعلامي يعزز قيم المواطنة والتنوع، مشددة على أهمية بناء شراكات فاعلة بين الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني، بما يفتح المجال لصناعة خطاب جامع يعكس واقع اليمن بتعدده الثقافي والديني.
ودعت التوصيات إلى تأهيل الكوادر الإعلامية وتعزيز المهارات المهنية والأخلاقية، إلى جانب تطوير منصات تفاعلية تتيح الحوار بين مكونات المجتمع المختلفة، في سياق يرسخ مفاهيم التعايش ويناهض الإقصاء، ضمن رؤية شاملة لإعادة تشكيل الخطاب الإعلامي بما يخدم السلم الاجتماعي.