اليمن: الحوثيون لن "يخفضوا التصعيد" تحت الضغط الأمريكي أو مناشدات إيران
يمن فيوتشر - رويترز- ترجمة: ناهد عبدالعليم الثلاثاء, 18 مارس, 2025 - 11:38 مساءً
اليمن: الحوثيون لن

أكد وزير خارجية جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن أن الجماعة لن "تخفض التصعيد" في عملياتها ضد الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، سواء تحت وطأة الضغط العسكري الأمريكي أو استجابة لمناشدات حلفائها، بما في ذلك إيران.
و جاءت تصريحات (جمال عامر) في مقابلة مع رويترز مساء الاثنين، وذلك بعد أن شنت الولايات المتحدة موجة من الضربات على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران. وكان الحوثيون قد أعلنوا الأسبوع الماضي استئناف هجماتهم على حركة الملاحة في البحر الأحمر دعمًا للفلسطينيين في غزة.
ووفقًا لما أفاد به مسؤولان إيرانيان كبيران لرويترز، فقد أرسلت إيران رسالة شفهية إلى ممثل الحوثيين في طهران يوم الجمعة، تحثهم فيها على تهدئة التوترات. كما طلب وزير الخارجية الإيراني من سلطنة عمان -التي لعبت دور الوسيط مع الحوثيين- إيصال رسالة مماثلة للجماعة خلال زيارته لمسقط يوم الأحد. وقد طلب المسؤولان الإيرانيان عدم الكشف عن هويتيهما.
و لم تصدر إيران أي تعليق علني بشأن اتصالاتها الأخيرة مع الحوثيين حول تجدد هجماتهم، مؤكدة أن الجماعة تتخذ قراراتها بشكلٍ مستقل.

قال الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) يوم الاثنين إنه سيُحمّل إيران مسؤولية أي هجمات ينفذها الحوثيون.
وفي أول تصريح له لوسيلة إعلام أجنبية حول هذا الملف، قال جمال عامر: "لن يكون هناك أي حديث عن خفض التصعيد قبل إنهاء الحصار المفروض على المساعدات في غزة. إيران لا تتدخل في قراراتنا، لكنها تتوسط أحيانًا، وبالرغم من ذلك لا تستطيع فرض أي شيء علينا."
وتحدث عامر من العاصمة اليمنية صنعاء، التي تعرضت لضربات أمريكية، مشيرًا إلى أنه لم يتم إبلاغه بأي رسالة أرسلتها إيران إلى مبعوث الحوثيين في طهران.
وأضاف أن هناك رسائل من قوى أخرى تدعو إلى خفض التصعيد، لكنه شدد قائلاً: "نحن نرى الآن أن اليمن في حالة حرب مع الولايات المتحدة، وهذا يعني أن لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل الممكنة، لذلك من المرجح أن يستمر التصعيد."


المخاوف الإيرانية
تعرّضت شبكة إيران من الوكلاء والحلفاء في الشرق الأوسط لضرباتٍ قاسية منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023، مما زاد من مخاوف طهران من إمكانية انجرارها إلى صراع أوسع مع الولايات المتحدة. وقد تبادلت إيران وإسرائيل الضربات المباشرة لأول مرة العام الماضي مع تصاعد الحرب في غزة.
و من جانبه، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وست قوى كبرى، حملته لفرض "أقصى الضغوط" على طهران من خلال العقوبات، وذلك منذ عودته إلى منصبه لولاية ثانية في يناير/ كانون الثاني.
وقال وزير خارجية الحوثيين: "الولايات المتحدة تهدد إيران وتضرب اليمن، والآن جميع السيناريوهات مطروحة. سنفعل بهم ما يفعلونه بنا. إذا كانوا يضربوننا من حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس.) ترومان، فسوف نرد بضرب ترومان."
ورغم أن إيران تدعم الحوثيين، إلا أن الجماعة اليمنية تؤكد أنها متحالفة مع طهران وشبكتها المعروفة باسم "محور المقاومة" دون أن تكون مجرد أداة لها. ويرى خبراء في الشأن اليمني أن الحوثيين، الذين وسّعوا سيطرتهم خلال سنوات الحرب الأهلية، يبدو أنهم مدفوعون في المقام الأول بأجندتهم الداخلية وقاعدتهم الشعبية.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في 12 مارس/ آذار استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية التي تستخدم طرقًا تمر عبر البحر الأحمر، بعد أن اتهموا إسرائيل بعدم الالتزام بالموعد النهائي الذي حددوه لإنهاء الحصار المفروض على المساعدات إلى غزة.
ويشمل الحصار الإسرائيلي، الذي بدأ في 2 مارس/ آذار وسط تصاعد التوترات حول اتفاق وقف إطلاق النار، منع وصول الغذاء والإمدادات الطبية. وشنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على قطاع غزة ليل الاثنين وحتى صباح الثلاثاء.


موجات الضربات
شنت جماعة الحوثيين أكثر من 100 هجوم استهدف حركة الشحن منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قائلة إن عملياتها تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية على حماس، الحليف الإقليمي الآخر لإيران، في غزة. وقد علّقت الجماعة عملياتها عندما دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني.
وقال وزير خارجية الحوثيين إن الجماعة كانت تستهدف السفن الإسرائيلية فقط، لكن التصعيد الأمريكي دفعها إلى الرد دفاعًا عن نفسها.
وقد بدأت الولايات المتحدة موجة من الضربات يوم السبت، استهدفت العاصمة اليمنية وامتدت إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وأضاف عامر أن بعض دول الاتحاد الأوروبي نصحت الحوثيين بعدم التصعيد، وأن الجماعة طمأنتهم بأن أهدافها تقتصر على السفن الإسرائيلية.
وأشار إلى أن السعودية، التي دعمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في الحرب الأهلية ضد الحوثيين، لم تتدخل عسكريًا حتى الآن، كما لم تفعل أي من دول الخليج الأخرى، وهو أمر قدّره الحوثيون، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن هذه الدول قد تجد نفسها في مرمى النيران إذا قررت التدخل عسكريًا.
وقال عامر: "إذا تم استخدام أي طائرة أو قاعدة عسكرية ضدنا، فسنصعّد وسندافع عن أنفسنا، لكن إذا التزمت دول الخليج بالحياد، فسنبتعد عنها."
ولم يردّ مكتب الاتصالات الحكومي السعودي على طلب للتعليق حتى الآن.


التعليقات