جددت إيران، الأحد، نفيها تقديم أي دعم للمتمردين الحوثيين في اليمن، وذلك عقب موجة من الضربات الجوية الأمريكية ضدهم، وتحذير الرئيس (دونالد ترامب) من أن طهران ستتحمل "المسؤولية الكاملة" عن أفعالهم.
وأعلنت وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون أن الضربات التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 100 آخرين. وقال الحوثيون إن إحدى الضربات استهدفت منزلين في محافظة صعدة شمالًا، ما أدى إلى مقتل أربعة أطفال وامرأة. وبثت قناة المَسيرة، التابعة للحوثيين، صورًا قالت إنها لجثث الضحايا.
واستهدف الحوثيون مرارًا حركة الشحن التجاري الدولية في البحر الأحمر، كما أطلقوا صواريخ وطائرات مُسيّرة باتجاه إسرائيل، في ما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تخوض إسرائيل حربًا ضد حركة حماس، الحليف الإيراني الآخر.
وتُعد الضربات الجوية الأمريكية واحدة من أوسع العمليات العسكرية التي استهدفت الحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
و قال مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب (مايكل والتز)، يوم الأحد، في تصريح لشبكة ABC، إن الضربات الجوية "استهدفت بالفعل عدة قيادات حوثية وتمت تصفيتهم".
وكانت الهجمات الحوثية قد توقفت مع دخول وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن المتمردين أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، وذلك بعد أن أوقفت إسرائيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة هذا الشهر.
ولم يتم الإبلاغ عن أي هجمات حوثية منذ ذلك الحين.
وقد اتهمت الولايات المتحدة ودول أخرى إيران منذ فترة طويلة بتقديم دعم عسكري للحوثيين، حيث صادرت البحرية الأمريكية أجزاء من صواريخ إيرانية الصنع وأسلحة أخرى قالت إنها كانت في طريقها إلى الجماعة المسلحة التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق واسعة شمال البلاد.
و من جانبه، نفى اللواء (حسين سلامي)، قائد الحرس الثوري الإيراني، أي دور لبلاده في الهجمات التي يشنها الحوثيون، مؤكداً، وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني، أن طهران "لا تلعب أي دور في تحديد السياسات الوطنية أو العملياتية" للجماعات المسلحة المتحالفة معها في المنطقة.
كما دعا وزير الخارجية الإيراني (عباس عراقجي)، في منشور له على منصة X، الولايات المتحدة إلى وقف ضرباتها الجوية، مؤكداً أن واشنطن لا يمكنها فرض سياستها الخارجية على إيران.
و من جهته، توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، باستخدام "قوة فتاكة ساحقة" ما لم يوقف الحوثيون هجماتهم على حركة الشحن في هذا الممر البحري الحيوي.
وكان الحوثيون قد استهدفوا أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، ما أسفر عن إغراق سفينتين ومقتل أربعة بحارة، وذلك ضمن حملتهم التي استهدفت السفن العسكرية والمدنية منذ اندلاع الحرب في غزة وحتى يناير/ كانون الثاني الماضي.
وسبق أن شنت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا ضربات على مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، إلا أن العملية التي نُفذت يوم السبت كانت أمريكية بحتة، وهي الضربة الأولى التي تستهدف الحوثيين في عهد إدارة ترامب الثانية.