كشف الباحث المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن تعرض أحد مخازن متحف سيئون في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، لعملية سرقة أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأوضح في منشور على صفحته الرسمية على الفيسبوك أنه تم اقتلاع مجموعة من القطع الأثرية الثمينة، بينها عقد ذهبي يعود إلى مملكة حضرموت ويقدر عمره بأكثر من 2700 عام.
ولفت إلى أن إدارة المتحف أبلغت الجهات الرسمية فور وقوع الحادثة، حيث تم تسليم الصور والسجلات المتحفية الخاصة بالقطع المسروقة، وفتحت النيابة العامة تحقيقًا في الحادثة التي ما زالت الإجراءات القانونية مستمرة بشأنها.
وأفاد أن العقد المسروق يعد من أبرز مقتنيات المتحف، وهو مكون من 20 قطعة ذهبية صغيرة أسطوانية الشكل، مزخرفة عند أطرافها الخارجية بحبيبات صغيرة، حيث تتميز كل قطعة عن الأخرى بشكل مستقل.
وأشار إلى أن إدارة متحف سيئون تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على مقتنيات المتحف، رغم قلة الإمكانيات المتاحة وعدم الدعم الكافي من الحكومة، إلى جانب عدم التزام الشركات العاملة في حضرموت بسياسات المسؤولية المجتمعية التي توجب عليها دعم المتاحف والمواقع الأثرية والتراثية.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بحسب الباحث محسن، حيث سبق أن تعرض متحف ظفار يريم في محافظة إب لسرقة قطعتين أثريتين في 2 فبراير/شباط 2021.
وفي السياق، دعا الناشط محسن الحكومة إلى توفير الدعم اللازم للمتاحف والمواقع الأثرية في عموم الجمهورية، مؤكدًا أن هذه المواقع تعد جزءًا من التراث الوطني الذي يجب الحفاظ عليه.
ورغم قناعته بعدم جدوى المناشدات، أكد محسن على أهمية استشعار المسؤولية الوطنية تجاه هذه المواقع التي تعد ثروة حضارية يجب الحفاظ عليها.
ويحتفظ متحف سيئون بآثار تاريخية قديمة لمملكة حضرموت وممتلكات سلاطين حضرموت، تعود لآلاف السنين، ويمثل أحد أهم المعالم الثقافية في اليمن، ويواجه تحديات مستمرة في سبيل الحفاظ على تراثه، وسط الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.