قضت محكمة قعطبة الابتدائية بمحافظة الضالع، جنوبي البلاد، بإدانة مدارس جيل النهضة الأهلية ورئيس مجلس إدارتها علي عبدالله منصر سمكه بتهمة انتهاك حقوق التأليف والنشر، بعد ثبوت استخدامها غير القانوني لكتاب "خطوة بخطوة نتعلم الأبجدية"، الذي ألفته التربوية إيناس الصالح، وطباعة الكتاب وتوزيعه لثلاث سنوات دون إذنها أو اتفاق مسبق معها.
وألزمت المحكمة جيل النهضة بدفع 500 ألف ريال غرامة، إلى جانب ما يزيد عن مليون ريال تعويضًا ماليًا للصالح، بالإضافة إلى 400 ألف ريال تكاليف التقاضي. كما شمل الحكم مصادرة وإتلاف النسخ المخالفة، وفرض عقوبة بالسجن مع إيقاف التنفيذ على المسؤولين عن الانتهاك.
وتعود جذور القضية إلى مطلع العام الماضي، عندما اكتشفت إيناس الصالح -وهي تربوية متخصصة في تعليم الطفولة المبكرة- أن مدارس جيل النهضة استخدمت كتابها كمنهج تدريسي دون إذن، بعد أن كانت تشتريه منها بشكل رسمي.
ورغم محاولاتها لحل النزاع وديًا عبر توجيه مذكرات رسمية لإدارة المدرسة، قوبلت مطالبها بالإنكار، ما دفعها إلى اللجوء إلى القضاء.
ورفض رئيس مجلس إدارة المدارس علي سمكه جميع التسويات، وواجه الصالح بحملة مضايقات وصلت إلى حد فصلها من العمل، والتحريض ضدها في مكتب التربية بالمحافظة.
كما كشف تقرير النيابة أن إدارة المدرسة حاولت التأثير على مجريات التحقيق، لكن القاضي عبدالله مسعد الهادي تمكن من إثبات التعدي القانوني على حقوقها الفكرية، مما أدى إلى إدانة المدرسة قضائيًا.
وقالت إيناس الصالح، التي بدأت مشوارها التعليمي كمتطوعة دون أن تحوز درجة وظيفية حتى الآن، إن القضية تعد انتصارًا رمزيًا لحقوق المؤلفين في اليمن، حيث لا يزال الاعتداء على الملكية الفكرية شائعًا في المؤسسات التعليمية.
واعتبرت الحكم الصادر رسالة واضحة ضد استغلال جهود التربويين دون وجه حق، مؤكدة استمرارها في الدفاع عن حق المعلم في الحفاظ على إنتاجه الفكري.
ويُعد الحكم الأول من نوعه في محافظة الضالع، إلى الشمال من مدينة عدن، حيث نادرًا ما تُرفع قضايا انتهاك حقوق التأليف في القطاع التعليمي أمام المحاكم.
ويؤسس القرار لمرجعية قانونية يمكنها تحفيز المعلمين والمربين على المطالبة بحقوقهم في مواجهة أي انتهاكات مستقبلية.
