قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، يوم الخميس، إن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق في البلاد "سيكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها".
وأضاف، خلال إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، أن العمليات العسكرية في اليمن لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيرة ومحاولات التسلل التي تقوم بها جماعة الحوثيين في عدة جبهات في محافظات أبين والضالع ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز.
ودعا جميع الأطراف لتجنب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر وتزج اليمن مجددًا في دائرة النزاع، لافتًا أن مكتبه يتواصل مع الأطراف لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري.
وعبر غروندبرغ عن قلقه من التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن، والذي ضاعف من معاناة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، لافتًا أن مكتبه يواصل العمل مع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة وقابلة للتنفيذ تعود بالفائدة على الشعب اليمني.
وطالب غروندبرغ مجلس الأمن بحماية جهود الأمم المتحدة الرامية إلى دفع عملية السلام في اليمن إلى الأمام، مؤكدًا التزامه بالعمل بموجب تفويض المجلس لإنهاء النزاع في البلاد.
وأكد أنه لا يمكن تحقيق تطلعات الشعب اليمني إلى سلام دائم إلا من خلال تسوية سياسية للنزاع، معتبرًا أن هذا الهدف ليس بعيد المنال، بل هو ممكن وواقعي وقابل للتنفيذ.
وأشار أن عناصر خارطة الطريق تعد ركيزة أساسية للوصول إلى تسوية سياسية، مؤكدًا أنه بدون إنهاء الأعمال العدائية، لن تتوفر الظروف الملائمة لحوار سياسي جاد من خلال مفاوضات شاملة تُجرى تحت رعاية الأمم المتحدة تتيح لليمنيين تقرير مستقبلهم.
وحث غروندبرغ الأطراف اليمنية على الاستفادة من فرصة التهدئة الإقليمية الأخيرة (اتفاق غزة) لتعزيز الثقة عبر اتخاذ خطوات عملية لترسيخ المزيد من التهدئة.
وقال إن من بين التطورات المقلقة للغاية موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفذتها جماعة الحوثيين الشهر الماضي واستهدفت موظفي الأمم المتحدة.
وأضاف أن هذه الاعتقالات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، بل تمثل أيضًا تهديدًا مباشراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين.
وعبر غروندبرغ عن إدانته واستنكاره لوفاة أحمد باعلوي، موظف برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه في سجن تابع لجماعة الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي البلاد، داعيًا لإجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاته، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين في سجون الجماعة الموالية لإيران، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، وأعضاء البعثات الدبلوماسية.